بدا أن اتفاق وقف إطلاق النار في ساحل العاج يواجه عقبات على رغم تعهد فرنسا بضمان تنفيذه وموافقة الحكومة العاجية عليه، إذ أعلن ناطق باسم أحد فصائل التمرد أن الاتفاق لا يعني إلقاء السلاح والتخلي عن المطالبة بتنحي الرئيس لوران غاغبو، فيما أعلن فصيل آخر رفضه الاتفاق. فافوا، أبيدجان، باريس - أ ف ب، رويترز - أعلن القائد العسكري للمتمردين في منطقة فافوا غرب ساحل العاج السرجنت زكريا كوني أمس، رفضه أي وقف لاطلاق النار، متجاهلاً الاتفاق الذي وقعه فصيل آخر للمتمردين في بواكيه أول من أمس. وجاء ذلك في وقت أعلن رئيس ساحل العاج لوران غباغبو موافقته على اتفاق وقف الاعمال العسكرية.وفي انتظار تدخل فريق للاشراف على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات تحت إشراف المجموعة الاقتصادية لدول غرب أوروبا، قال غباغبو للتلفزيون الوطني مساء أول من أمس، إنه طلب من فرنسا تشكيل قوة فصل خلال أسبوع، بين القوات الحكومية والمتمردين الذين حملوا السلاح منذ 19 أيلول سبتمبر الماضي. ودعا غباغبو المتمردين إلى "العودة إلى الجمهورية"، وقال إن مفاوضات ستبدأ قريبًا وعلى الارجح يوم الثلثاء المقبل في إحدى مدن ساحل العاج. وخاطب المتمردين قائلاً: "فلنتحل بالصدق والنزاهة". وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن فرنسا وافقت على تشكيل بعثة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في ساحل العاج بين المتمردين والقوات الموالية لغباغبو، في انتظار وصول القوة التي سترسلها مجموعة غرب أفريقيا. وقالت مساعدة الناطق باسم الوزارة سيسيل بوتسو دي بورغو إن غباغبو "طلب مساعدة فرنسا لتطبيق وقف إطلاق النار بدعوة قواتنا إلى تأمين الاتصال بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي يفترض أن تشكل قوتها اعتبارًا من الاسبوع المقبل". وأضافت: "إنها مهمة مراقبة ولضمان وقف إطلاق النار". وتابعت: "إنها مرحلة انتقالية لتطبيق وقف إطلاق النار"، موضحة أن طرق عمل هذه البعثة "ستحدد مع مجموعة غرب أفريقيا". وأكدت على "الطابع الانتقالي" للمهمة التي "يفترض ألا تستمر أكثر من أسبوع أو أسبوعين". وأعلن الزعيم السياسي لحركة التمرد المسلحة في ساحل العاج غيوم سورو أمس، أن من "غير الوارد إلقاء السلاح"، مؤكدًا أنه ما زال يطالب برحيل الرئيس لوران غباغبو، على رغم التزامه وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه ليل الخميس -الجمعة. وقال سورو الامين العام ل"الحركة الوطنية في ساحل العاج": "لن نلقي سلاحنا. سنواصل حرب التحرير ضد نظام لوران غباغبو الفاشي". وأضاف: "لطالما أبدينا عزمنا على توقيع وقف إطلاق النار لنثبت أننا ننتمي إلى ساحل العاج ونريد لوطننا السلام"، مؤكدًا أن المتمردين سيلتزمون بوقف إطلاق النار. غير أن سورو أبدى "تحفظًا كبيرًا بالنسبة إلى وقف إطلاق النار هذا"، قائلاً: "نعرف لوران غباغبو، وهو يتقن الدهاء. إن الاحساس بالضعف هو الذي حمله على التوقيع". وقال: "نطالب باستقالة لوران غباغبو الفورية وغير المشروطة". وهو يطالب بنظام انتقالي لمدة ثمانية أشهر بقيادة شخصية "منبثقة عن المجتمع المدني" تكلف تنظيم انتخابات "حرة وديموقراطية وتاريخية".