أعلن مسؤول فلسطيني ان المجلس التشريعي الفلسطيني سيجتمع اليوم في رام الله في الضفة الغربية للبحث في القرار الذي اجازه الكونغرس باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، وهو القرار الذي وصفه عباس زكي النائب في المجلس التشريعي عن دائرة الخليل، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بأنه أشبه ب"وعد بلفور جديد"، في إشارة إلى الوعد الذي منحه وزير الخارجية البريطاني عام 1917 إلى اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين. وقال زكي ل"الحياة" أمس ان "الأنظمة العربية أدارت ظهرها للرئيس ياسر عرفات أبو عمار والمجتمع الدولي يقف صامتا، في حين الذي يقف مع أبو عمار مباشرة هو الشارع الفلسطيني". وشدد في معرض حديثه عن الإصلاحات وأهمية تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تلبي حاجات الشعب الفلسطيني على انه "لم يعد في أولويات الرئيس سوى الشارع". ونفى أن تكون حركة "فتح" التي يتزعمها عرفات قدمت للرئيس قائمة بأسماء مرشحي الحركة التي تعتبر حزب السلطة الحاكم، وقال: "لن تلجأ فتح كحركة تاريخية للتصدي للأفراد بقدر ما تضع نهجا جديدا في اختيار الوزراء ... الإنسان مهم لكن البرنامج مهم جدا". وكانت معلومات ترددت في الشارع الفلسطيني، أفادت أن لدى حركة "فتح" قائمتين الأولى سوداء أو "فيتو" على ثمانية وزراء، وأخرى تضم مرشحين من الحركة للوزارة الجديدة التي يجري عرفات حاليا اتصالات ومشاورات في شأن تشكيلها مجددا في غضون ثلاثة أسابيع. وقال: "هذا ليس صحيحا ... لن نتناول أفراداً بقدر ما هو توافق على مبادئ في اختيار الوزراء كأن لا يسمح لمن شارك في حكومتين أن يكون في الحكومة الجديدة، والا يسمح لغير المؤهل مهنيا أن يشغل وزارة بعينها مهنية، أو من اتهم بالتقصير في الماضي أو تدور حوله إشاعات معينة في الشارع". وكانت اللجنة المركزية عقدت اجتماعا لها برئاسة الرئيس عرفات الثلثاء الماضي تغيب عنه خمسة من أعضائها هم رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع أبو علاء، وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ، ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون أبو الأديب ، وعضو اللجنة التنفيذية زكريا الآغا، وسفير فلسطين في المانيا عبدالله الإفرنجي. ويشغل أربعة من بين الخمسة مواقع مهمة في منظمة التحرير الأمر الذي يعني أن رأيهم مهم في هذه المشاورات. وطالب زكي بتشكيل "حكومة تكنوقراط مهنية لإنقاذ الموقف وليس حكومة تمثيل شخوص ... مطلوب حكومة أشبه بالمغناطيس تجذب أنظار الناس إلى أن الشعب الفلسطيني عندما يتخذ القرار يكون قراره على مستوى التحدي". ودعا إلى "التشاور مع القوى الوطنية والإسلامية وأهل الرأي والأكاديميين وحشد أوسع القطاعات لتأييد هذه الحكومة ليكون عليها إجماع وطني نحن في أمس الحاجة إليه الآن". يذكر أن عرفات لم يتمكن بسبب الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال عليه في المقاطعة من تقديم حكومته الجديدة إلى المجلس التشريعي في 25 الشهر الماضي حسب المهمة المقررة، وهي أسبوعان، في أعقاب تقديم الحكومة السابقة استقالتها في 21 الشهر الماضي. ومن المقرر ان يبحث اجتماع المجلس التشريعي طلب عرفات تأجيل عرض الحكومة عليه مدة اسبوعين. واوضح زكي ان عرفات طلب أخيرا من المجلس مهلة ثلاثة أسابيع شفهيا وشهر خطيا لتقديم الحكومة الجديدة وعرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة. وحذر من عدم اختيار حكومة جديدة قوية، داعيا "فتح" الى أن "تحسن الاختيار حتى لا نسقط التجربة" في إشارة إلى احتمال حجب الثقة إذا لم تحظ بثقة البرلمان الذي اعتبره "صاحب المهمة في اختيار الحكومة". من جهة اخرى، أعلن مصدر في الجامعة العربية ان لجنة المتابعة العربية ستجتمع بعد غد الثلثاء في القاهرة لدرس القانون الذي أصدره الكونغرس واعتبر القدس عاصمة لإسرائيل. وقال لوكالة "فرانس برس" ان الاجتماع سيعقد بطلب من فلسطين وسيكون على مستوى المندوبين وليس وزراء الخارجية، مضيفاً ان اللجنة "ستدرس الاوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة ورفض اسرائيل الانصياع لقرارات مجلس الامن والتنسيق العربي في خصوص قرار الكونغرس".