القاهرة - "الحياة" استبعد وزير التجارة الخارجية المصري، يوسف بطرس غالي، أمس ان يكون هناك أي تأثير لمطالبة بعض الجهات بمقاطعة البضائع الاميركية على العلاقات الاقتصادية المشتركة. وقال في مؤتمر صحافي في ختام زيارة قام بها الى واشنطن: "ليس هناك تأثير لهذه الدعوة على العلاقات، فالرئيس حسني مبارك عارض تلك المقاطعة، ونحن لا نساندها ونراها غير مفيدة لأنها تضر بفرص العمل للمصريين. وقد تحدثت ضدها، اذ اننا نرى انها لا تحقق مصداقية في مصر ولا يستمع اليها الكثيرون، كما انها لا تُطبق في صورة منتظمة، خصوصاً وان مجموعة هامشية هي التي تقف وراءها". كما نفى غالي ان يكون أي من المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم طلب ان تخفف مصر حجم العلاقات التجارية المصرية - العراقية. وقال إن "مسألة التجارة بين مصر والعراق لم تُثر على الاطلاق خلال المحادثات". وكان غالي غادر واشنطن عقب انتهاء الزيارة التي بدأها السبت الماضي والتقى خلالها نائب الرئيس الاميركي، ديك تشيني، ووزير التجارة، دون ايفانز، والممثل التجاري، روبرت زوليك، بالاضافة الى عدد من المستثمرين الاميركيين. ووصف اللقاء مع تشيني بأنه كان "مثمراً للغاية"، مشيراً إلى انه كان يهدف الى اطلاق "مجلس الأعمال المصري - الاميركي" بعد إعادة تأسيسه وصوغ أهداف وخطة عمل جديدة له لجعله "أكثر فاعلية". وأشار غالي الى ان اللقاء تناول "المساندة الاميركية لمصر وسياستها، والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ورغبة واشنطن في تعزيز هذه العلاقة. أعتقد أن تشيني كان داعماً في صورة قوية للخطوات التي نتخذها لتعزيز العلاقات، ودفع عملية الاصلاح في مصر وزيادة الاستثمارات الاميركية فيها". وعن التحرك المستقبلي المتوقع لتحقيق تقدم في موضوع التجارة الحرة، لفت وزير التجارة الخارجية الى ضرورة "بذل المزيد من الجهود من أجل اطلاع الجهات التشريعية وقطاع رجال الأعمال في الولاياتالمتحدة على التقدم الذي تحقق في مصر"، مشيراً الى انه من المنتظر ان يقوم عدد من رجال الأعمال والمسؤولين المصريين بالمزيد من الزيارات للولايات المتحدة، في إطار حملة الترويج لما تحقق في مصر من خطوات. ورداً على سؤال عما اذا كانت هناك مشاكل سياسية تعرقل الدخول في مفاوضات في شأن التجارة الحرة، قال غالي: "لم يتحدث أحد من الاميركيين عن مشاكل سياسية"، مشيراً الى ان واشنطن تتحدث بصوت واحد في ما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة التي تأمل مصر إبرامها. وأضاف انه ليست هناك مشاكل حقيقية تعرقل الدخول في مفاوضات التجارة الحرة، موضحاً ان هناك مشكلة نوعية مثلاً حول "طبيعة الشريك التجاري الممكن التعامل معه، وما سيحدث في إطار العلاقة التجارية المستقبلية، من حيث إطلاع كل طرف على أبعاد العلاقة التجارية". وقال غالي: "لو كنت أرى وجود عقبات لما واصلت المحاولات" في شأن الدخول في مفاوضات تجارة حرة بين مصر والولاياتالمتحدة"، مؤكداً وجود "تقدم". وذكَّر بأنه توجد بين مصر والولاياتالمتحدة "علاقات استراتيجية" هي ثمرة "سنوات طويلة من التفاهم والتنسيق"، لافتاً الى ان "العلاقات قوية وستظل كذلك". وقال: "اننا نريد إضافة أبعاد جديدة لهذه العلاقة من خلال توسيع العلاقات التجارية والمالية بين البلدين، وضخ المزيد من الاستثمارات. نحن نعمل نحو هذا الهدف، وآمل ان نكون قد حققنا تقدماً في هذا الاتجاه". ولم توقع الولاياتالمتحدة حتى الآن سوى أربعة اتفاقات للتجارة الحرة، مع كل من كندا والمكسيك والاردن واسرائيل، فيما بدأت خطوات للدخول في مفاوضات مع دول اخرى لا تشمل مصر حالياً.