في اول لقاء صحافي له منذ خروج الدبابات الاسرائيلية من داخل مقره في رام الله، قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقابلة خاصة مع "الحياة"، ان الاسرائيليين لن يأخذوه "لا سجيناً ولا طريداً ولا اسيراً بل شهيداً"، وذلك في معرض رده على الانباء التي كشفت عن تدرّب وحدة "مختارة" من الجيش الاسرائيلي على ابعاده بواسطة مروحية الى "منطقة نائية لا يوجد فيها عمران او بشر". وفي احدى الغرف الصغيرة داخل المبنى الوحيد الذي بقي متماسكاً على رغم التجريف والهدم والتفجير لمقر "المقاطعة" كان الرئيس الفلسطيني بمعنويات مرتفعة، وواثقاً بحتمية انهاء الاحتلال الاسرائيلي، على رغم انه بدا انه فقد قليلاً من وزنه. وبدا متقد الذاكرة حيوياً منشغلاً على الدوام. ورفض عرفات الذي بدا متأثراً جداً من حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية التي الحقها الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، رفض الحديث عن مشاعره الشخصية في ظل الحصار. وأوحى بأن "الاحباط" غير موجود في قاموس حياة ياسر عرفات. واكد الرئيس الفلسطيني ان حق العودة للاجئين الفلسطينيين حق ثابت "لا يمكن اسقاطه". ووصف صفقتي "المقاطعة" و"كنيسة المهد" اللتين أُبرمتا في الاجتياح الاسرائيلي الكبير الاول بأنهما كانا من "القرارات الصعبة التي تتخذ في المعارك"، ولكنه اضاف ان "المهم في النهاية سيرفع طفل فلسطيني علم فلسطين فوق اسوار القدس". وكشف عرفات ان الجانب الاسرائيلي اراد في قمة كامب ديفيد في صيف عام 2000، السيطرة على "كنيسة الجثمانية" في البلدة القديمة في القدس والمنطقة المحيطة بها لإقامة مستوطنة يهودية هناك بالاضافة الى "مطالبته بالسيادة على الحرم القدسي والحي الارمني والحدود مع الاردن ومصر". وقال عرفات ان مسألة "رفض او موافقة" الجانب الفلسطيني على الانخراط في حلول مرحلية مرة أخرى قرار يتخذ داخل المجلس الوطني الفلسطيني. واكد ان المحاولات للتوصل الى اتفاقات مع الجانب الاسرائيلي يتم "شطبها" على يد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. واشار الى انه يقوم باصلاحات داخل السلطة الفلسطينية "ليس من اجلي بل من اجل القضية المقدسة. وان كانت ستقوضني فمرحباً بها". واكد ان الشعب الفلسطيني "لن يستسلم للحصار ولا للدمار ولا للاحتلال" مشدداً في الوقت ذاته على تمسك القيادة الفلسطينية ب"سلام الشجعان". واعرب الرئيس الفلسطيني عن قلقه البالغ ازاء ما يجري في القدس ووصف السور الفاصل الذي شرعت الحكومة الاسرائيلية بتشييده حول القدس والذي يقضم اجزاء كبيرة من المدن والقرى المحيطة بأنه "سور برلين"، مشيراً الى ان ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من تغييرات على الارض يندرج في اطار "المخطط الذي بدأ في معاهدة سايكس - بيكو وقبله في مؤتمر بازل الصهيوني". وكرر عرفات رفضه الشديد للهجمات التفجيرية الفلسطينية التي يُقتل فيها نساء واطفال، مشيراً الى ان ذلك "مرفوض دينياً وثورياً وعسكرياً"، نافياً ان تكون القيادة الفلسطينية دانت هجمات مسلحة استهدفت الجنود والمستوطنين الاسرائيليين. وقال ان قرار القيادة الفلسطينية يجب ان يُحترم من جانب الجميع. في غضون ذلك ا ف ب، رويترز، تواصلت ردود الفعل الفلسطينية الغاضبة على قرار الكونغرس اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، وخرج الآلاف في تظاهرات حاشدة في قطاع غزة، ملوّحين بتصعيد العمليات الاستشهادية داخل اسرائيل، وسط دعوات وجهتها القوى والفعاليات الشعبية والدينية الى البرلمانات العربية والاسلامية ل "مقاطعة اعضاء الكونغرس"، والسلع الاميركية. وفيما اظهر استطلاع للرأي تراجعا طفيفا في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال لقائه ممثلي "الرباعية الدولية" في مكتبه امس انه ينوي استئناف الاتصالات مع مسؤولين فلسطينيين بهدف دفع تطبيق الاصلاحات في السلطة. وكشفت صحيفة "هآرتس" في موقعها على الانترنت ان اسرائيل ستحول الى السلطة في الايام المقبلة مبلغ 70 مليون شيكل نحو 4،14 مليون دولار، هي جزء من مستحقاتها من عائدات الجمارك والضرائب، وذلك بناء على طلب مستشارة الامن القومي الاميركي كونداليزا رايس من اجل تمكين السلطة من تنفيذ الاصلاحات.