عادت قضية الاصلاحات في مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية الى الواجهة بعدما تراجعت اثناء حصار الجيش الاسرائيلي لمقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله. وعقد عرفات امس سلسلة اجتماعات مع أعضاء القيادة الفلسطينية وسيترأس اجتماعاً للجنة المركزية لحركة "فتح" في إطار مشاوراته لتعيين حكومة فلسطينية جديدة. وفي غضون ذلك كشفت صحيفة اسرائيلية عن اتصالات يجريها مبعوث خاص لشارون في احدى دول الخليج مع شخصيات فلسطينية مرشحة، اسرائيلياً، لاستبدال الرئيس ياسر عرفات. راجع ص 5 و 6. وفي واشنطن، ا ف ب، وقع الرئيس جورج بوش علي تسمية القدس عاصمة لاسرائيل إلا انه اعترض على بند ادرجه الكونغرس في قانون العلاقات الخارجية يطلب من الادارة اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. واكد بوش في رسالة للبرلمانيين انه يحتفظ بحق تجاهل بنود تخالف مسؤوليته الدستورية في السياسة الخارجية. وقال ان "موافقتنا على القانون لا تعني بأي حال اعتماد مختلف بنوده السياسية كمبادئ للسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان "موقفنا المتعلق بالقدس مرتبط بمسألة وضعها الدائم الذي يجب ان يحدد بتسوية سلمية تفاوضية". وفي رام الله، أعلن الوزير الفلسطيني المستقيل نبيل شعث في أعقاب الاجتماع الأول، أن عرفات طلب من المجلس التشريعي مهلة أسبوعين آخرين لعرض أسماء المجلس الوزاري الجديد. وكان من المقرر أن يتم عرض الحكومة الجديدة في 25 من الشهر الماضي، إلا أن إعادة احتلال "المقاطعة" واحتجاز الرئيس داخلها حالا دون ذلك. وأكد حسين الشيخ، أمين سر "فتح" في الضفة الغربية، ل"الحياة" إصرار "القيادات الشابة والجديدة على مطالبها بضرورة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة يكون أعضاؤها من صلب المقاومة وليس قيادات مرفهة لا تعيش هموم الشعب ومعاناته". الى ذلك، كشفت صحيفة "معاريف" عن اتصالات سرية يجريها مبعوث خاص لشارون في احدى دول الخليج مع شخصيات فلسطينية مرشحة، اسرائيلياً لاستبدال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكتبت ان رئيس جهاز "موساد" السابق افرايم هليفي يجري، بتكليف من رئيس الوزراء ارييل شارون، و"بدعم ووساطة دولة ثالثة لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل ويبدو أنها امارة خليجية" اتصالات مع مسؤولين فلسطينيين مرشحين لخلافة عرفات أو تبوء مناصب رفيعة في السلطة الفلسطينية "بهدف الالتفاف على الرئيس". وأشارت الصحيفة الى أن مسؤولاً اسرائيلياً رفيع المستوى أكد النبأ. وفي موسكو، اكد مسؤول اسرائيلي كبير مرافق لشارون ان اسرائيل تطالب بتنحية الرئيس عرفات او تحويله "رمزاً" مجرداً من الصلاحيات الامنية والمالية وتعيين رئيس وزراء يكون "حلقة بين الرمز والحكومة".