اندلعت اشتباكات متزامنة في ثلاث ولايات افغانية هي مزار الشريف شمال وخوست جنوب شرق وننغرهار شرق، عاصمتها جلال آباد، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. واعتبر المراقبون أن هذا التطور يأتي في اطار عملية إعادة نسج التحالفات في ظل الخلافات بين أركان الحكومة، وسعي الرئيس حميد كارزاي الى ترجيح ميزان القوى لمصلحته، قبل انهماك الاميركيين في حرب محتملة في العراق. وفي غضون ذلك، اذاعت وكالة أنباء "ايتار - تاس" الروسية الرسمية، نبأ مفاده أن أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" قتل في افغانستان. ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بأنها "سرية" في اسلام آباد، ان الظواهري لم يقتل في معركة، بل خلال عملية خاصة شنها أشخاص لم تعرف هوياتهم. لكن "جماعة الجهاد" المصرية نفت النبأ، وبث موقعها على الانترنت معالم الجهاد بياناً بعنوان "الدكتور ايمن الظواهري حي وليخسأ الشانؤون" طالبت فيه بعدم الالتفات الى ما اسمته "إعلام المرجفين". وتعهدت إعلان أنباء جديدة عن الظواهري قائلة "إن هناك اخباراً سارة مفرحة في الأفق تخص الشيخ بارك الله فيه وله". ومن جهته شكك المحامي منتصر الزيات في رواية الوكالة الروسية ولفت الى أن خبر مقتل الظواهري "جاء مبتوراً ولا يحوي معلومات ثبوتية". من جهة أخرى، أعلن فريق من المحامين العرب يتولى متابعة ملف المعتقلين في غوانتانامو، عزمه على التوجه الى واشنطن لإثارة قضية هؤلاء مجدداً. وقال المحامي السعودي كاتب الشمري لوكالة "فرانس برس" ان الفريق الذي يترأسه القطري نجيب النعيمي يأمل في اجراء محادثات مع مسؤولين ومكاتب محاماة في الولاياتالمتحدة، لبحث الاجراءات التي سيتم اتخاذها في حال عدم وجود رد من الإدارة الاميركية، بما في ذلك احتمال اللجوء الى القضاء. وأبلغت "الحياة" مصادر أفغانية في جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار أمس، ان اشتباكاً اندلع بين قوات القائد حضرت علي الموالي لوزير الدفاع محمد قاسم فهيم، وبين قوات القائد ظاهر المحسوب على كارزاي، وهو شقيق حاجي عبدالقدير الذي اغتيل في ظروف غامضة في كابول قبل أشهر. وأسفر الاشتباك عن سقوط قتيلين من قوات ظاهر وثلاثة جرحى في صفوف مقاتلي حضرت علي. وفي مزار الشريف شمال أفغانستان، تصاعدت المعارك بين قوات القائد محمد عطا ممثل فهيم في الشمال وبين الميليشيات الأوزبكية بقيادة عبدالرشيد دوستم، ما أسفر عن سقوط عدد غير محدد من القتلى. وكانت تقارير أشارت الى تقارب بين كارزاي ودوستم، بهدف الالتفاف على فهيم في المنطقة. وتعرضت قاعدة أميركية في خوست شرق أفغانستان، لاطلاق صواريخ، من دون الاعلان عن حجم الأضرار، فيما دارت مناوشات بين قوات الحاكم المحلي الموالي لكارزاي، وأنصار الحاكم السابق لولاية غارديز المجاورة باشا خان زدران. وربط مراقبون في باكستان بين التطورات العسكرية المتلاحقة في افغانستان وبين تقارير تحدثت عن امكان تراجع أهمية أفغانستان في السياسة الأميركية مع الانصراف الى الملف العراقي، خصوصاً أن المرجح نقل آلاف من القوات الخاصة الأميركية المتمركزة في الأراضي الأفغانية الى العراق في حال شن أي هجوم أميركي ضد بغداد. ولم تستبعد مصادر أفغانية أن تكون الحكومة الأفغانية تسعى الى الإفادة من وجود القوات الأميركية للحد من نفوذ تحالف الشمال بزعامة فهيم.