عرض أصولي مصري بارز - تعتبره السلطات قيادياً في تنظيم "الجماعة الاسلامية" - محكوم بالاعدام غيابياً ومقيم في هولندا، جهوداً لتفعيل مبادرة سلمية جديدة اطلق عليها اسم "مبادرة لمّ الشمل"، واعتبر أنها ستكون مكملة لمبادرة "وقف العنف" التي اطلقها في تموز يوليو 1997 القادة التاريخيون للتنظيم الذين يقضون عقوبة السجن في قضية اغتيال الرئيس الراحل انور السادات. أصدر الاصولي المصري احمد مصطفى نواوة المحكوم بالاعدام غيابياً في العام 1992 في قضية "العائدون من افغانستان" واللاجئ حالياً في هولندا، بياناً ناشد فيه محامي الجماعات الاسلامية في مصر منتصر الزيات الترويج لمبادرته الجديدة، "واستخدام علاقاته بالاسلاميين في كل مكان لوضع المبادرة على خريطة التنفيذ". واشار الى الدور الذي أداه الزيات في تفعيل نداء سلمي اطلقه أمير "الجماعة الاسلامية" في سوهاج خالد ابراهيم في العام 1996 ومثل بداية ادت الى المبادرة السلمية للقادة التاريخيين "التي كان للزيات دور كبير في إنجاحها". وتعتبر تلك أول مبادرة يطرحها أحد الأصوليين المقيمين في الخارج من تلقاء نفسه. اذ جرت العادة على النظر الى هؤلاء المقيمين خارج مصر على أنهم من الصقور. وقصد نواوة إضفاء أبعاد اجتماعية على مبادرته لحل التناقضات في المجتمع وكل مؤسساته. وخاطب نواوة، الذي عاش فترة في افغانستان في نهاية عقد الثمانينات قبل ان يصل الى هولندا، الزيات قائلاً: "اتمنى من الله العلي القدير ان يأجرك على عملك، واسمح لي أن أقدم لك اقتراحاً لعله يزيل الغمة ويفرج الكرب وهو عبارة عن مبادرة لمّ الشمل". وأضاف: "جُزيت خيراً على تبنيك ورعايتك لمبادرة وقف العنف المقدمة من الجماعة الاسلامية، التي اتت ثمارها واوقفت العمل المسلح بين الاسلاميين والنظام الحاكم، ونسأل الله ان يهدي الجميع الى ما فيه خير هذه الأمة". وتابع: "حتى يتسنى تقديم مبادرة مكملة للمبادرة الاولى ليكن عنوانها مبادرة "لمّ الشمل" ولتتبناها أخي الكريم الزيات وتنادي بها كما فعلت مع المبادرة الاولى". وحدد نواة النقاط الأساسية لمبادرته في: "لمّ شمل ابناء الوطن الواحد والبلد الواحد والعائلة الواحدة، ومن تفرق شمله بسبب التعصب للجماعة والحزب والتنظيم والقرية والمدينة والعائلة". وتابع "فلتكن مبادرة عامة غير خاصة تشمل الكبير والصغير الفقير والغني، والعضو في الجماعة قبل الأمير"، وطالب بأن ترعى المبادرة "مجموعة من أبناء الصحوة الاسلامية ورجال الازهر". وقال الزيات ل"الحياة": إنه يدرس بيان نواوة وسيجري اتصالات مع رموز الحركة الاسلامية داخل مصر وخارجها، معتبراً أن الظروف التي تمر بها الأمة "تفرض من الاسلاميين تجاوز الخلافات ووضع الاستراتيجيات للتعاطي مع المرحلة والتحديات التي تمر بها الحركة الاسلامية في العالم".