وضع مسؤول مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" رفاعي طه ابو ياسر حداً لجدل اثاره بيان اصدره اخيراً زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن من سجنه في الولاياتالمتحدة وفُسّر بأنه يمثل "تحولاً" في استراتيجية هذا التنظيم المحظور. وأجرت "الحياة" امس حواراً هاتفياً مع طه رتبه اسلامي مقيم خارج مصر، وأعلن فيه طه ان "مجلس شورى الجماعة الاسلامية ما زال يبحث" مبادرة وقف العنف التي اطلقها القادة التاريخيون للتنظيم في تموز يوليو من العام الماضي. وأضاف: "ما زالت قيد البحث من جانب مجلس شورى الجماعة الاسلامية". وقال: "مازلنا ندرس المبادرة. وكلما تحقق على الارض مزيد من الانفراج سيجد ذلك لدينا قبولاً. فنحن نريد ان ندعو الى الله في الاصل، فإذا تحقق ذلك بأي وسيلة فإننا نرحب به". لكنه اضاف: "أما اذا حيل بيننا وبين دعوتنا فماذا نفعل غير ان ندافع عن انفسنا". واعتبر ان الجماعة "لا تقبل سوى بأقل القليل"، وانها تريد فقط ان يُفتح "مجال الدعوة" امامها. وتناول طه، وهو محكوم بالاعدام غيابياً من محكمة عسكرية في قضية "العائدون من افغانستان" العام 1992، الجدل حول بيان عبدالرحمن وما اثير عن دعوته الفصائل والحركات الاسلامية الى "تكوين جبهة اسلامية عالمية سلمية". واوضح ان البيان "لم يتضمن ما يشير الى تلك النقطة. اولكن جاء ذكرها في نص رسالة وجهها عبدالرحمن الى المحامي منتصر الزيات ارفقت مع البيان". وتابع: "اطلعت على الرسالة والبيان وتبين ان الشيخ اعلن في الرسالة موافقته على الدعوة التي اطلقها الزيات بتكوين الجبهة التي لم يكن الشيخ البادئ بالدعوة اليها. كما انه دعا في الرسالة نفسها الى تكوين محكمة اسلامية دولية للفصل في الخصومات بين الدول الاسلامية. وأعتقد بأن الشيخ كان يرىد ان يتبنى هذا الموضوع بالفعل، وان عدم الاشارة اليها أوحى بمعان لم يقصدها". وذكر طه الذي غادر مصر للمرة الاخيرة العام 1988، ان الرسالة والبيان قصدا "التأكيد على معانٍ إسلامية في الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكذلك ذكر رأي الشيخ، باعتباره عالما من علماء الاسلام، في موضوع الجبهة الاسلامية الذي طرحه الزيات لمواجهة الخطر ضد الاسلام". وتطرق طه في حديثه الى "الحياة" الى الاراء التي ذهبت الى وجود مؤشرات الى حدوث تغييرات في استراتيجية "الجماعة الاسلامية" من خلال ما جاء في بيان الشيخ ورسالته. واكد ان الجماعة "لم تغير استراتيجيتها او دعوتها واتباعها منهج السلف أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وجهاداً".