واشنطن - «نشرة واشنطن» - يجتمع القادة الدوليون بعد نحو شهرين في جنوب أفريقيا، حيث سيناقشون سبلاً لمعالجة قضايا تغير المناخ. وعلى رغم الحواجز التي تعترض المفاوضات المنتظرة، أكد كبير المفاوضين الأميركيين في شؤون تغير المناخ تود ستيرن في 19 الجاري أنه « ليس متشائماً». وأوضح ستيرن أن الاجتماع الذي عقده في واشنطن في 16 و17 الجاري، قادة من 17 دولة تمثل الاقتصادات الكبرى لبحث المسيرة إلى الأمام، كان مثمراً. لكنه أشار إلى أن عدداً من القضايا العالقة، كمصير اتفاق كيوتو، لا يزال يعتبر شائكاً. فالاتفاق المعروف ب «برتوكول كيوتو»، وهو أول اتفاق ملزم قانوناً بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، مرتبط باتفاق الأممالمتحدة الإطاري الخاص بتغير المناخ، علماً ان المنظمة تشرف على محادثات المناخ السنوية. وأعلن عدد من البلدان الصناعية ال 37 التي وقّعت اتفاق كيوتو عام 1997، منها اليابان وكندا وروسيا، أنه لا يؤيد دورة ثانية. ويرى ستيرن ان الاتحاد الأوروبي يظهر الآن كأنه الطرف الوحيد الذي يبدي استعداداً لتوقيع التمديد لفترة ثانية. يذكر أن الولاياتالمتحدة لم توقع الاتفاق الأصلي، إلا أن المفاوضين الأميركيين يقولون إنهم سيوافقون على اتفاق ملزم إذا وقّعته البلدان النامية الرئيسة كالصين والهند والبرازيل وصارت أطرافاً فيها أيضاً. وفي إشارة إلى الوقت الذي انقضى منذ بدء المحادثات التي تزعمتها الأممالمتحدة قبل نحو عقدين، قال ستيرن: «العالم تغير وأصبح مكاناً آخر. انظروا فقط إلى الصين وإلى معدل نموها السريع – ستة أضعاف إجمالي الناتج المحلي لعام 1992 منذ ذلك التاريخ – ومن المتوقع أن تتسبب الصين في عام 2020 بضعفي ما تسببه الولاياتالمتحدة من انبعاثات (للغازات المسببة للاحتباس الحراري). ما يعني استحالة المضي قدماً باتفاق قانوني جديد يستند ببساطة إلى هيكلية «كيوتو» تحديداً». وأوضح ستيرن أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يكون على أساس إرادة «صادقة» من الأطراف الرئيسين المسببين للتلوث، لخفض الانبعاثات الضارة، «بحيث لا ينشأ وضع تتعهد فيه البلدان بفعل كذا وكذا... لتخفيف انبعاثاتها من دون تحديد، لكن تعطي إشارة استثناء واضحة تقول: لكننا نفعل ذلك فقط إذا حصلنا على تمويل ودعم تكنولوجي. يجب ألا يكون هناك أي مجال للإفلات من ذلك». كان منتدى الاقتصادات الرئيسة حول الطاقة والمناخ الذي عقد في واشنطن، الثاني عشر منذ عام 2009. ويشكل الاجتماع منتدى للشراكات والاتفاقات الإقليمية الخاصة بالطاقة النظيفة والمشاريع المناخية التي توقع خارج هيكلية الأممالمتحدة. ويدعو المنتدى بلداناً أخرى لحضور مثل هذه الاجتماعات. وقد دعي هذه المرة ممثلون عن كولومبيا ونيوزيلاندا وسنغافورة وإسبانيا. وبحث المشاركون أثناء وجودهم في واشنطن بنود التمويل للبلدان النامية وغيرها من المواضيع التي أثيرت أثناء محادثات المناخ العام الماضي في المكسيك. وكانت الولاياتالمتحدة وغيرها من البلدان المتطورة، وعدت برصد 100 بليون دولار سنوياً حتى حلول عام 2020 لمساعدة البلدان النامية على معالجة مشاكل الانبعاثات والتكيّف مع تغير المناخ الحاصل فعلاً. وأوضح ستيرن ان 15 بليون دولار استثمرت هذا العام حتى الآن، في مشاريع خضراء من هذا القبيل.