حذر الرئيس حسني مبارك اسرائيل امس من مغبة سياساتها على مستقبل منطقة الشرق الاوسط بأكملها، فيما كرر امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن في موسكو امس نفيه انباء اسرائيلية جديدة عن لقاءات سرية في قطر بينه وبين رئيس الاستخبارات الاسرائيلية موساد افرايم هاليفي. راجع ص 4 و 5 في غضون ذلك سلط عدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين في تصريحات نشرت امس الأضواء على "الدولة الفلسطينية" ك"أمر يفرضه الواقع"، وذلك بالتزامن مع تصريحات لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير طالب فيها إسرائيل بالامتثال إلى قرارات الأممالمتحدة مثلها في ذلك مثل العراق. واعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الامين العام لجبهة التحرير العربية ركاد سالم الامين العام لجبهة التحرير العربية التي تعتبر قريبة من العراق. وبررت المصادر الاسرائيلية هذه الخطوة بأن "الجبهة" كان تتولى توزيع تبرعات على اسر النشطين الفلسطينيين الذين ينفذون هجمات ضد اسرائيل. وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية امس ان رئيس "موساد" التقى "ابو مازن" سراً قبل ستة اسابيع بوساطة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الدوحة. وكتبت أن المسؤول الإسرائيلي "نقل بلاغات عدة" عبر فيها عن نية إسرائيل التوصل إلى "اتفاق طويل الأمد" بمراحل عدة مع الفلسطينيين. وتبدأ هذه المراحل ب"وقف العنف وتفكيك كل الأجهزة الإرهابية والمالية التابعة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقيام دولة فلسطينية موقتة واجراء مفاوضات بشأن الحدود الدائمة". وكتبت الصحيفة ان بين "الأفكار" التي بحثت إمكان تعيين "أبو مازن" رئيساً للحكومة الفلسطينية، وهو منصب غير موجود في الدستور الفلسطيني. وكان "أبو مازن" نفى بشدة في تصريح ل"الحياة" وجود أي نوع من الاتصالات أو المفاوضات مع الإسرائيليين أو "بواسطة أي طرف ثالث". وأضاف: "أنا لا أخشى الإعلان عن هذه الاتصالات إذا كانت موجودة ولكن اطمئنك أنه لا توجد اتصالات بتاتاً". وامس كرر هذا النفي في موسكو حيث اجرى محادثات مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن الوضع في المنطقة. ووصل "ابو مازن" في اعقاب زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ما اثار تكهنات عن احتمال تبادل "رسائل" تنقلها موسكو بين الطرفين. وفي القاهرة، أكد الرئيس مبارك أن اسرائيل رفضت الانصياع لنداء السلام وأصرت على تحقيق الأمن بالسبل العسكرية والقمعية كشرط للدخول في أي مفاوضات أو تسوية سياسية. واشار الى أنها استغلت الحملة الدولية المتصاعدة ضد الارهاب للمطالبة بتغيير القيادة الفلسطينية المنتخبة شرعياً في مخالفة لكل المبادئ الديموقراطية التي تتشدق بها في كل حين. وقال مبارك في كلمة له امس بمناسبة الذكرى ال29 لحرب اكتوبر 1973 إن اسرائيل "غير عابئة بالمبادرة العربية للسلام والمبادرة الاميركية" التي طرحها الرئيس جورج بوش، وأنها أعادت احتلال أراضي السلطة الفلسطينية وحاصرت القيادة الفلسطينية، مما "قطع عن السلطة كل السبل التي يمكن أن تقوم من خلالها بالسيطرة على الأوضاع في الاراضي الفلسطينية". ولفت مبارك الى غياب المعارضة الدولية الفاعلة لما تقوم به اسرائيل من عدوان والى غياب خريطة تفصيلية واضحة لتنفيذ المبادرة الاميركية بإقامة الدولة الفلسطينية. وحذر من أن تراجعاً خطيراً في عملية السلام يحدث الآن وكذلك في التزام مبادئ التسوية الشاملة. وحذر مبارك من ركوب اسرائيل موجة الحملة الدولية ضد الارهاب لتنفيذ مخططاتها التوسعية في الاراضي الفلسطينية ولفرض قيادة فلسطينية جديدة تتفق مع توجهاتها ومخططاتها.