يتوجه الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى الى ليبيا اليوم لاجراء محادثات مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لمناقشة قرار طرابلس الانسحاب من الجامعة العربية. وتلقى القذافى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس السودانى عمر البشير أفادت الاذاعة الليبية ان البشير ابلغ الزعيم الليبي خلاله انزعاجه الشديد من قرار ليبيا. وقال الرئيس السوداني ان "هذا الامر شيء خطر ولا بد من التشاور بين القادة العرب فى شأنه". واضافت الاذاعة ان البشير ابلغ القذافي انه سيوفد وزير خارجيته مصطفى عثمان اسماعيل الى طرابلس قريبا لاجراء مشاورات في شأن الموضوع. قال الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى ل"الحياة" أمس إنه سيتوجه الى ليبيا اليوم "للتفاهم والتشاور وبحث الأمر قرار انسحاب ليبيا من الجامعة مع كبار المسؤولين"، معرباً عن أمله في اعادة الجماهيرية النظر في خطوتها الاخيرة. وفاجأت بعثة ليبيا لدى الجامعة الأوساط السياسية الخميس بتقديم مذكرة تتضمن رغبة طرابلس في الانسحاب من عضوية الامانة العامة للجامعة. وكان موسى الذي علم بقرار ليبيا وهو في طريق عودته من البرتغال الى مصر، أجرى اتصالات مع مسؤولين عرب للبحث في الطلب الليبي، وأعرب فور عودته الى القاهرة عن اعتقاده أن إعلان ليبيا الانسحاب من الجامعة نوع من أنواع الاحتجاج على الموقف العربي العام. وكان موسى حل عقدة موقف مماثل في مطلع آذار مارس الماضي عندما طلب القذافي من "اللجان الشعبية التفكير في الانسحاب من الجامعة "التي أصبحت مهزلة وخيبة" فزار مدينة سرت وحصل على وعد من القذافي بإرجاء التفكير في الانسحاب، الامر الذي لم يطل سوى سبعة شهور. ويسيطر جو من التفاؤل في أروقة الجامعة بنجاح مهمة موسى في ليبيا، ودعا المتفائلون الى معالجة الأمر بطريقة هادئة وموضوعية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الجامعة رفض ذكر اسمه فرانس برس، ان القرار الليبي يعكس نفاد صبر طرابلس التي تطالب بقرارات ملموسة في شأن النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي والتهديدات الاميركية بالتدخل في العراق. طرابلس في حالة حداد ويصل موسى الى ليبيا اليوم والجماهيرية في حالة حداد رسمي إحياء للذكرى الواحدة والتسعين لأكبر جريمة نفي وقتل تعرض لها الشعب الليبي على أيدي الإيطاليين، اذ ستنكس الأعلام ويرتدي المواطنون اللباس الاسود أو يضعون اشارات او علامات سوداء على لباسهم وعلى وسائل النقل العامة والخاصة. كما يتم وقف تسيير الرحلات الجوية والبحرية والبرية داخل البلاد وإلى خارجها اعتبارا من الفجر وحتى السادسة مساء. وقررت اللجنة الشعبية الليبية العامة مجلس الوزراء وقف كل الاتصالات البريدية والبرقية والهاتفية بين الجماهيرية والخارج.