سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتجاجاً على تصريحات لبنانية ترفض حضور القذافي وعلى رغم اتصال الحريري مع التريكي . ليبيا تطلب نقل القمة العربية الى القاهرة وعمرو موسى يؤكد عقدها في بيروت
طلبت ليبيا رسمياً من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عدم استضافة القمة العربية المقررة في 27 و28 آذار مارس المقبل في لبنان وعقدها في القاهرة بدلاً منه، بسبب التصريحات الصادرة من جهات شيعية، وفي حركة "أمل" برفض حضور الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى بيروت كونها تحمّل ليبيا مسؤولية اختفاء الإمام موسى الصدر اثناء زيارته الى طرابلس الغرب في العام 1978. وفي وقت كان الموقف الليبي مدار اتصالات ومشاورات خلال الأيام الماضية، رفض فيها كبار المسؤولين اللبنانيين الاقتراح الليبي مؤكدين ترحيب لبنان بحضور القذافي ووفد بلاده القمة، أبلغت ليبيا موقفها الرسمي الى الجامعة العربية اول من امس الجمعة. ورجحت مصادر رسمية لبنانية رفيعة ل"الحياة" ان يكون الموقف الليبي جاء، على رغم الاتصالات، بعد ادلاء نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبدالأمير قبلان اول من امس بتصريحات اشترط فيها "ألا يأتي العقيد القذافي الى القمة، أو أن يأتي معه الإمام موسى الصدر حياً أو ميتاً". إلا أن لبنان ردّ بطريقة غير مباشرة على الموقف الليبي الذي أبلغه موسى امس الى الخارجية اللبنانية، بإعلان المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية ان لبنان اتخذ اجراءات توجيه الدعوات الى عقد القمة في بيروت، بناء على قرار قمة عمان الدورية، بالإجماع. وجاء في نبأ وزعته الرئاسة اللبنانية "ان الدوائر المختصة في رئاسة الجمهورية أنجزت، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين، إعداد الدعوات الرسمية الموجهة من رئيس الجمهورية الى اصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو قادة الدول العربية، لحضور القمة العربية العادية المقرر عقدها في بيروت يومي الأربعاء والخميس 27 و28 آذار المقبل". وأضاف المكتب الاعلامي الرئاسي: "سيتولى تسليم الدعوات الى القادة العرب، موفدون شخصيون لرئىس الجمهورية خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد تحديد المواعيد الرسمية لذلك عبر وزارة الخارجية والمغتربين التي أعلمت الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى بالمباشرة بهذه الدعوات". وكانت المندوبية المعتمدة ل"الجماهيرية العظمى" لدى الجامعة العربية أصدرت بياناً افادت فيه ان ليبيا كانت قبلت عقد القمة في بيروت "أسوة بباقي الدول العربية الشقيقة، ومشاركة للشعب اللبناني فرحة الانتصار بطرد القوات الإسرائيلية من أراضيه". وأشار البيان إلى "الخلافات التي دبت على مستوى الدولة اللبنانية حول القمة"، وما سمّاه ب"مزايدة عدد من المسؤولين اللبنانيين على عقدها في الموعد المشار إليه فضلاً عن صعوبة ضمان الأوضاع الأمنية خلال انعقادها". وأكد البيان أن هذه "الظروف التي يشهدها لبنان في هذه المرحلة تجعل من غير الممكن عقد القمة العربية المقبلة في بيروت على المستوى الذي أجمع عليه العرب في وثيقة الانعقاد الدوري للقمة". وأشار إلى اتصالات أجراها أمين اللجنة الشعبية العامة للوحدة الافريقية في الجماهيرية علي عبدالسلام التريكي مع الأمين العام للجامعة وعدد من وزراء الخارجية العرب لإقناعهم بپ"أهمية نقل مكان القمة من بيروت بما يضمن عقدها في ظروف ملائمة تتحقق معها مشاركة عربية فاعلة". وتحدث البيان عن "استجابات" عربية للتوجه الليبي وصفها بأنها "تجاوب وتقدير، لا سيما أن عدداً من القادة العرب لن يحضروا القمة المقبلة في حالة عقدها في لبنان"، من دون أن يسمي هؤلاء القادة، في إشارة إلى مقاطعة القذافي لقمة بيروت. وأوضح أن الجماهيرية ترى "من المتعذر التئام القمة العربية في بيروت، وطلبت عقدها في القاهرة مقر الجامعة". وجدد بيان المندوبية حرص الجماهيرية الشديد على "إنجاح كل ما من شأنه تفعيل العمل العربي المشترك، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الأمة العربية وقضيتها المركزية فلسطين". وعبّر عن "التقدير الكامل للجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق وتأييد عقد أي اجتماع يتقرر مستقبلاً في لبنان كلما كانت الظروف ملائمة لعقده". وعلى رغم التحرك الليبي الذي يوصد الطرق أمام محاولات عربية لجعل مشاركة الجماهيرية في قمة بيروت ممكنة، إلا أن موسى أكد استمرار مساعيه لاحتواء التحفظات الليبية. وكانت رغبة قوى سياسية لبنانية في عدم حضور القذافي للمشاركة في قمة بيروت طُرحت في لقاء جمع موسى مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على خلفية تصريحات لحركة "أمل" في الجنوب، وبيان لحركة "أمل المؤمنة" في البقاع. وأصرّ موسى في تصريحات تالية على أن ما دار مع بري لم يكن إلا على سبيل "الدردشة" وليس طلباً رسمياً أو موقفاً للدولة. وأكد موسى أن الرئيس إميل لحود ورئيس الوزراء رفيق الحريري، يرحبان بمشاركة جميع القادة العرب ومن دون تحفظات. وقالت مصادر وزارية لبنانية ان بري أبلغ الى جهات عدة في الدولة انه مستعد "لتجاوز مسألة الحضور الليبي للقمة في بيروت حتى لا يتحمل هو أو لبنان مسؤولية عرقلة انعقادها". وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس في مقر الجامعة: "إن عقد القمة في بيروت هو قرار الملوك والرؤساء، وهذا أمر لا يستطيع أن يمسه أحد، وهذا القرار أحد أبرز النجاحات للقمة"، التي استضافتها عمان العام الماضي. وشدد على عقد القمة في موعدها، على رغم وجود تحفظات في شأنها. وعن امكان قيامه بزيارة بيروت لاحتواء التحفظات، قال موسى: "كل شيء وارد من أجل احتواء الخلاف". وفي بيروت، واكب اصرار موسى ولحود على عقد القمة فيها، مواصلة وزير الخارجية محمود حمود ودوائر الوزارة ووزير الثقافة غسان سلامة نشاطهما التحضيري للقمة، بعد ظهر امس وحتى بعد انتهاء الدوام الرسمي. وعلمت "الحياة" ان الموقف الليبي، بمطالبة الجامعة العربية ولبنان بعدم عقد القمة في بيروت، كان بدأ يتبلور في اتصالات بعيدة من الأضواء خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال مصدر وزاري معني ل"الحياة" ان الوزير علي عبدالسلام التريكي اتصل قبل ايام بالأمين العام للجامعة العربية، وأبلغه "اننا سنطلب من لبنان عدم عقد القمة على أراضيه بسبب التصريحات التي تصدر ضدنا في بيروت". وأوضح المصدر الوزاري ان موسى نقل هذا الموقف الليبي هاتفياً الى الرئيس الحريري، الذي تشاور بدوره الخميس الماضي مع الرئىس لحود، فاتفقا على ان يتصل الحريري بالوزير التريكي، باسمه وباسم لحود، للسعي الى اقناع القيادة الليبية بالعودة عن موقفها. وأكد الحريري في الاتصال الذي أجراه مع التريكي "اننا لا نقبل هذا الموقف الذي تتخذونه ونحن مصرّون على حضوركم. والدعوات الى عقد القمة ستوجّه قريباً". وحين اثار التريكي التصريحات التي تصدر عن جهات ضد ليبيا ترفض حضور القذافي، أكد الحريري "ان الأمر قيد المعالجة والموقف الرسمي هو الإصرار على حضوركم ونحن ندعوكم الى الأخذ بتصريحات أركان الدولة". وطلب الحريري من التريكي "إبلاغ العقيد القذافي رسمياً اصرار الرئىس لحود والحكومة على حضوره شخصياً وعلى الترحيب به في القمة في بيروت".