الناصرة - "الحياة" - عكست الأجواء المشحونة التي سادت مؤتمر حزب "العمل" الاسرائيلي أول من أمس حجم الأزمة الفكرية والتنظيمية التي يعيشها الحزب منذ هزيمة زعيمه السابق ايهود باراك في الانتخابات لرئاسة الحكومة ثم انخراطه في الائتلاف الحكومي بزعامة ارييل شارون الذي حرص على تقزيم دور الحزب على رغم تسلم قطبيه بنيامين بن اليعيزر وشمعون بيريز حقيبتي الأمن والخارجية. وتحول نقاش حول موقف الحزب من مشروع الموازنة للعام المقبل الى "سيرك حزبي" على حد وصف صحيفة "معاريف" وبدت قاعة المؤتمر أشبه بحلبة مصارعة إذ شهدت عراكاً بالأيادي بين أنصار زعيم الحزب بن اليعيزر ومنافسه حاييم رامون الذي يتبنى مواقف سياسية أكثر اعتدالاً. وشن رامون، المعروف بمواهبه الخطابية، هجوماً على بن اليعيزر وسائر وزراء العمل في الحكومة على خلفية تبريرهم مواصلة الشراكة في الائتلاف "بمنع تدهور الأوضاع"، وقال: "هل أصبحنا حزباً لوسائل المنع؟ لم يعد أحد يحترمنا في الحكومة. أصبحنا كالخراف في مزرعة شارون. اننا نسير معه في الثلم من دون أن ننبس ببنت شفة. كلنا ندرك نهاية الخراف في المزرعة لكننا لا نعي أن نهايتنا ستكون مماثلة". وانضمت الوزيرة دالية ايتسك الى رامون وقالت ان الاسرائيليين يعتبرون وزراء العمل "خرقا بالية نخشى مواجهة شارون ونخاف أن يرمي بنا خارج حكومته". بن اليعيزر لن ينسحب من الحكومة واعتبر المعلقون في الشؤون الحزبية قرار المؤتمر عدم تفويض بن اليعيزر في التصويت الى جانب الموازنة ضربة قاصمة لزعامته تعزز مكانة خصميه رامون وعمرام متسناع عشية الانتخابات على زعامة الحزب في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ولفتوا الى أن بن اليعيزر لن يرضخ للأصوات المطالبة بانسحاب الحزب من الائتلاف الحكومي "لأنه يريد المنافسة على زعامة الحزب من على كرسي وزير الدفاع". وفيما رأى بعض المعلقين في نتائج المؤتمر "مسماراً أول في نعش حكومة الوحدة الوطنية"، قال آخرون ان من السابق لأوانه الحديث عن انتخابات مبكرة لأن من شأن بدء الهجوم الاميركي على العراق أن يبقي على "حكومة الوحدة" وهو مطلب الشارع الاسرائيلي في أزمان الحروب. اما انتخاب عجوز الحزب بيريز رئيساً للحزب فاعتبره المعلقون مجرد منصب فخري لن ينقذ الحزب من صورته انه مجرد تابع لحزب "ليكود" أو "ليكود ب" على ما وصفه متسناع.