الدوحة - أ ف ب - خلص خبراء اجتمعوا في قطر إلى أن خريطة جديدة للطاقة في منطقة الشرق الاوسط سترتسم في حال أدى الهجوم الاميركي المحتمل على العراق الى تغيير النظام . واعتبر ناجي ابي عهد المستشار في المرصد المتوسطي للطاقة في فرنسا ان "عودة العراق الى انتاجه بالكامل في السوق سيكون حاسما في رسم الآفاق البعيدة المدى للتزود العالمي بالنفط". واضاف خلال مؤتمر حول انابيب النفط والغاز في الشرق الاوسط اختتم مساء الثلثاء ان هذه العودة ستقرر ايضاً "مصير مشاريع الطاقة في الشرق الاوسط وشرق آسيا". واعتبر ان رفع الحظر المفروض منذ 12 عاماً على العراق سيفتح الباب امامه لتنمية احتياطيه النفطي المقدر حاليا ب115 بليون برميل، والثاني عالمياً بعد السعودية. وتابع: "يمكننا ان نتكهن منطقياً بأن العراق سيسعى عندها الى تصدير ما يمكنه من النفط لتمويل إعادة الاعمار ما سيؤدي الى تراجع الاسعار على المدى البعيد". وأشار الى ان ضعف الاسعار سيجعل بدوره تنمية حقول النفط في المنطقة وفي بحر قزوين اقل جاذبية بسبب الاستثمارات الضخمة المطلوبة لبناء انابيب النفط والغاز التي ستنقل انتاجها الى الاسواق العالمية. وذكر أن عدم الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الاوسط يمثل احد العوامل التي تدفع الولاياتالمتحدة ودول غربية اخرى الى تنمية المشاريع النفطية المكلفة في بحر قزوين. ويقل انتاج العراق الحالي المسموح به في اطار برنامج "النفط للغذاء" عن مليوني برميل يومياً. وبلغ الانتاج أوجه قبل الحرب مع ايران 1980-1988 ليصل الى 5،3 ملايين برميل يومياً. أما لجهة الغاز، فإن العراق يمكن ان يصبح منافساً جدياً لإيران لجهة تزويد جارتهما تركيا. وقال بيجان كاجهبور، مدير شركة الاستشارات الايرانية "اتيه بحر" المتخصصة في الطاقة، إن "رسم الانابيب سيتغير بناء على نتيجة هجوم على العراق". ومنعت العقوبات الدولية حتى الان كونسورتيوم شركات "غاز دي فرانس" و"اجيب" الايطالية من بناء انابيب تربط خمسة حقول في شمال العراقبتركيا تم الاتفاق بشأنها رسمياً بين البلدين سنة 1996. وهناك عامل آخر يمنع تنفيذ المشروع ويتمثل في ان حقول الغاز في المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل الكردية المعارضة للنظام العراقي. وعلاوة على ذلك، فإنه يمكن للعراق التفكير في ان يشكل معبراً للغاز القطري المصدر الى تركيا. ويكون عندها التراب التركي المحطة قبل الاخيرة في رحلة الغاز القطري الى السوق الاوروبي. واعتبر جياكومو لوتشياني الذي يدرس في "يوريبيان يونيفيرستي انستتيوت" في ايطاليا، انه "بشكل أو بآخر فإن الحظر على العراق سيرفع وسيوفر ذلك امكانات جديدة لدول الخليج العربية ويمكنها من سلوك طريق اقصر نحو تركيا وأوروبا". وتعتزم قطر التي تملك ثالث احتياط من الغاز في العالم بعد روسياوايران، تزويد الكويت غازاً عن طريق انابيب بداية سنة 2006. ودعا الخبير الايطالي الى مد هذه الانابيب اثر ذلك الى تركيا عبر العراق مقابل رسوم عبور وربطه بالشبكة الاوروبية في اليونان. كما لمح ابي عهد الى فكرة اعادة احياء خط انابيب قديم لايصال الغاز العراقي الى الكويت ل"تثبيت المصالحة" بين الكويت و"العراق الجديد". وختم لوشياني بتأكيده "قد نشهد أموراً مهمة في الأشهر القليلة المقبلة".