نفى الإسلامي المغربي منير المتصدق في مستهل محاكمته في هامبورغ أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة أي علاقة له بهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، مؤكدًا عدم معرفته بها مسبقًا. وفي غضون ذلك، وجهت هيئة محلفين كبرى في نيويورك، لائحة اتهام إلى ستة أميركيين من أصول يمنية، تتضمن التآمر مع "القاعدة" وتوفير دعم لها. بدأت في هامبورغ أمس، محاكمة الإسلامي المغربي منير المتصدق وسط إجراءات أمنية مشددة وتدافع وسائل إعلام محلية ودولية على تغطيتها. ولم تسمح المحكمة إلا لعدد محدود من ممثلي الإعلام بالدخول إلى القاعة لحضور المحاكمة الأولى في ألمانيا لأحد الإسلاميين المتهمين بالتورط في هجمات 11 أيلول، لكن الاعلاميين اضطروا إلى الخروج من القاعة بسبب رفض المتصدق الظهور أمامهم لتصويره. ونفى المتصدق التهم التي وجهتها إليه النيابة العامة بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة" ودعم "خلية هامبورغ" التي كان الانتحاري محمد عطا مسؤولاً عنها وخططت لهجمات 11 أيلول، ما يحمله مسؤولية المشاركة في قتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص. وأشار الاصولي المغربي إلى معرفته الشخصية بأعضاء "خلية هامبورغ"، لكنه نفى أن يكون تحدث معهم في هذا الامر. واستعرض محطات حياته وكيفية تعرفه على محمد عطا الذي يعتبر الرأس المدبر للخلية، مشيرًا إلى أنه كان يبحث وإياه "أمورًا دينية في الدرجة الأولى، ولكن النقاش تطرق أيضًا إلى مسائل سياسية". ونفى ما تردد عن أنه كانت لعطا سطوة عليه، وقال: "لم أر أبدًا أنه أمر أحدًا بتنفيذ شيء ما". وكان محامي المتصدق هارتموت ياكوبي أعرب قبل ذلك عن قناعته بأن المحاكمة ستنتهي بإطلاق سراح موكله. وقال إنه قدم طلبًا لاستدعاء أحد الباحثين في الإسلام لعرض رأيه أمام المحكمة والتأكيد أن موكله "قدم مجرد خدمات إلى المجموعة الإسلامية في إطار علاقات الصداقة في ما بينهم. ووجه ممثل الادعاء العام فالتر همبرغر في كلمة ألقاها في الجلسة الأولى، إلى المتصدق تهمة "منظم شؤون" أفراد الخلية الإرهابية حين كان قسم من أعضائها يمارس تدريباته على قيادة الطائرات في الولاياتالمتحدة. وأضاف أن المتصدق وشريكه في الجرم المغربي سعيد بحاجي "اهتما معًا بتدبير أمور الآخرين وتأمين الاحتياجات المالية للتنظيم الإرهابي". وأضاف أن المتصدق حصل أيضًا من مروان الشحي على وكالة عامة للإشراف على حسابه الخاص. وزاد أن المتهم "عمل دائمًا على تمويه غياب أفراد الخلية عن هامبورغ، وأنه انضم إليها عام 1999 على أبعد تقدير". وأضاف أيضًا أن الادعاء العام مقتنع بأن المتصدق سافر من هامبورغ في أواخر أيار مايو عام ألفين إلى أفغانستان للقيام بدورة تدريب عسكري في معسكر تابع لتنظيم "القاعدة" وبقي هناك حتى مطلع آب أغسطس من العام نفسه. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن المتصدق نفى في التحقيقات الاولية معه أن يكون سافر إلى أفغانستان، لكنه عاد واعترف بذلك نتيجة زلة لسان. وقال إنه تعلم في معسكر تدريب قرب قندهار استخدام أسلحة رشاشة لكنه لم يتدرب على متفجرات، وأنه التقى هناك المغربيين زكريا الصبار وعبد الغني مزودي المعتقل في ألمانيا أيضًا. لكنه نفى أن يكون اطلع عطا ورفاقه على رحلته إلى أفغانستان التي قال إنها لا تشكل دليلاً ضده كون آلاف تدربوا هناك ولم يواجهوا اتهامات. ويذكر أن المتصدق طالب في الجامعة التقنية في هامبورغ، وهو معتقل على ذمة التحقيق منذ عام. وكان اتصل بنفسه بالشرطة الألمانية ليخبرها أنه كان يعرف الانتحاريين محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشحي، إنما من دون أن يعرف شيئًا عن خططهم، لكن الشرطة عادت واعتقلته وأحالته إلى التحقيق. وذكرت مصادر قضائية أن المحاكمة ستستمر أشهرًا عدة، وأن المحكمة ستستمع إلى أكثر من مئة وستين شاهدًا. وذكرت مصادر قضائية أن المتصدق ينتظره السجن المؤبد إذا وجدت المحكمة أنه مذنب. المتهمون اليمنيون وتأتي محاكمة المتصدق غداة اتهام ستة أميركيين من أصل يمني بمساندة تنظيم "القاعدة". وقال المدعي الاميركي مايكل باتل إن هيئة محلفين كبرى وجهت لائحة اتهام إلى الاشخاص الستة تتضمن التآمر لتقديم دعم مادي لجماعة إرهابية أجنبية هي "القاعدة" وتوفير دعم مادي للتنظيم، وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن ل25 عامًا. وتمكن ممثلو الادعاء الاميركيون من توجيه التهم بعد خمسة أسابيع من اعتقال الستة في منطقة لاكاوانا في نيويورك، بناء على أقوال أدلى بها اثنان منهم بشأن التحاقهم بمعسكر للقاعدة في أفغانستان ربيع عام 0012. والستة هم: ساهم علوان 29 عامًا ومختار البكري 22 عامًا وياسين طاهر 24 عامًا وفيصل غلاب 26 عامًا ويحيي جوبا 25 عامًا وشافل مسعد 24 عامًا. وقال محاموهم إنهم كانوا توجهوا إلى باكستان المجاورة للاستزادة بالمعرفة عن العقيدة الاسلامية وإنهم لم يكونوا أعضاء في "خلية كامنة" تخطط لشن هجوم على الولاياتالمتحدة. وكان ممثلو الادعاء قالوا في جلسات الاستماع الخاصة بالكفالة إن المتهمين شاركوا في "مؤامرة صمت" عندما عادوا إلى اميركا قبل أشهر من وقوع هجمات 11 أيلول. وزعمت الحكومة أن الستة تلقوا تدريبًا أوليًا على استخدام الاسلحة في أفغانستان وشاركوا في محاضرات بشأن الهجمات الانتحارية واستمعوا لأسامة بن لادن. وتقول الحكومة إن شخصين آخرين مشتبهًا بهما يعتقد أنهما في اليمن. جورجيا تنفي تسليم مطلوبين على صعيد آخر، نفت وزارة الأمن القومي الجورجي أن تكون تبليسي سلمت "إرهابيين عربًا" إلى واشنطن. وكانت صحيفة أميركية نقلت عن الناطق باسم الديوان الرئاسي في جورجيا كاخا أغبادزه قوله إن 15 عربيًا اعتقلوا خلال العمليات الجورجية في وادي بانكيسي سلموا إلى واشنطن بعد الاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة". وأضافت الصحيفة أن الجانب الجورجي توقع إلقاء القبض على 30 ناشطًا آخر من التنظيم نفسه بعد وصول معلومات عن أماكن تمركزهم. لكن الناطق باسم وزارة الامن القومي الجورجي نيكا لالياشفيلي قال أمس إنه لا توجد معلومات لدى الوزارة عن تسليم إرهابيين إلى واشنطن. وشكك في صحة المعلومات التي نشرتها الصحيفة الاميركية، مشيرًا إلى عدم وجود خطط لحملات اعتقال ولا معلومات عن أماكن تمركز المقاتلين.