موقع "الوراق"؟ حتى الاسم يبعث على التفكير في التاريخ. وقبل ان يخترع يوهانس غوتنبرغ المطبعة 1648، كانت الكتب تنسخ باليد. وفي حواضر العرب، نهضت صناعة كاملة، قوامها اشخاص ينهضون بمهمة نسخ الكتب وحفظها اتخذوا لذلك الامر دكاكين خاصة. وسمي صاحب كل دكان منها باسم "الوراق". ومن الواضح ان الاسم مشتق من الورق. وإذ عززت مطبعة غوتنبرغ الحاجة الى الورق، ازالت الوراق من الوجود. وها ان الانترنت، التي قيل كثيراً انها قد تمحو زمن مطبعة غوتنبرغ ، تعيد الوراق الى الوجود ثانية. لكنها كتابة بالالكترونيات، ولا "تنسخ" اليد بغير الضرب على لوحة المفاتيح، او النقر على الماوس. الحضور الالكتروني للتراث العربي الارجح ان ثمة مسافة بين ما يصبو اليه موقع "الوراق.كوم" alwarraq.com ما نُفّذ منه. ولا يُقلّل ذلك من قيمة المرحلة الأولى المُنفذة والموضوعة في خدمة الزائرين. ففكرة الموقع الأساسية هي إنشاء مكتبة عربية شاملة تحفظ كل التراث الثقافي العربي على الكومبيوتر. يفتح الموقع على صفحة رئيسية مرتبة وواضحة يغلب عليها اللون الأزرق الهادىء والجدي. فمن ناحية الشكل، يُشبه الموقع الى حد بعيد المكتبات الألكترونية في الجامعات ولا يقل عنها تخصصاً، بل يتغلب عليها أحياناً بالتفاصيل والدقة. ويسمح الموقع بالقيام بأبحاث عن كتب ومؤلفين وشعراء ومواضيع تناولتها المراجع العربية. والبارز في هذا المجال سهولة البحث وسرعة الإجابة وشمولية النتيجة. فيكفي طبع الإسم أو الموضوع في الخانة المخصصة للبحث في أعلى الصفحة، حتى تظهر على الشاشة لائحة بكل المراجع ذات الصلة. كما يُمكن الاستعانة بلوحة المفاتيح المرئية الخاصة بالموقع لطبع الكلمة المطلوبة. فعلى سبيل المثال عند البحث عن كلمة "الأطلال" تُبيّن النتيجة عدد المرات التي وردت فيها الكلمة في المراجع المسجلة على الموقع 220 و عدد الصفحات المذكورة فيها 214 وفي كم كتاب 86. و يظهر جدول يحتوي على عناوين الكتب وتكرار كلمة "الأطلال" في كل واحد منهم. والموقع ليس مجرد دليل ثقافي إنما هو موسوعة بكل ما للكلمة من معنى. فعند النقر على أي من أسماء الكتب المطروحة، يطلع الزائر على المقطع الذي ذُكرت فيه الكلمة التي يبحث عنها، مع إسم المؤلف. وتظهر في نهاية الصفحة مفاتيح تُعيد الباحث الى النتيجة الأولى، أو النتيجة الأخيرة، كما تسمح له بالإنتقال إلى النتيجة السابقة أو النتيجة التالية. كما يعرض الموقع في صفحته الأساسية لائحة بأبرز المواضيع المنشورة على الموقع. و تنقسم هذه المواضيع بين الاسلام والطب والبيبليوغرافيا وعلوم اللغة والفلسفة والمنطق والأدب والجغرافيا والتاريخ وغيرها من علوم التراث العربي. وتستعرض القائمة الأساسية أُفقياً أبواب الموقع، وهي : "المواضيع" و "آراء" و"إكتب لنا" و "مجالس الوراق" و"أخبار الوراق". إلاّ أن البابين الآخرين ليسا مؤهلين بعد على أمل جهوزهما "قريباً" أو "قريباً جداً"، بحسب تعبير الموقع. يد "المجمع الثقافي" وتظهر إرشادات تقنية على يمين الشاشة، من أجل استخدام مفيد للكومبيوتر. وفي الواجهة تحية تضامن مع الشعب الفلسطيني. يبقى في النهاية الحديث عن "الأبواب - الصلة" التي يُشير اليها الموقع مثل "المجتمع الثقافي في أبو ظبي" و "البحار" وغيرهما. والحال ان المجمع الثقافي هو اليد الفاعلة التي عملت على صنع الموقع. وثمة شبه قوي بين الموقعين، من حيث شكل الصفحات وطريقة برمجة حركتها، والالوان. من ناحية أخرى لا بد من استعراض الأبواب التي من المُفترض أن تُضاف الى الموقع في مرحلة لاحقة. لأنها، ولو لم تُنفذ حتى الآن، تؤسس لنواة مشروع مهم بالنسبة الى المهتمين بالتراث العربي وبالإرث الثقافي. وتشمل هذه المشاريع المؤجلة إنشاء ركن المجلات الفكرية والأدبية، وآخر مخصص لثقافة الأطفال والناشئة العرب وركن الرسائل الأكاديمية والمخطوطات العربية والإسلامية. إضافة الى ضم الكتب العربية الباقية الى ذاكرة الموقع. موقع "الوراق" يضع التكنولوجيا في خدمة الثقافة. فالقيّمون عليه فهموا معادلة العصر الجديدة : "لا موقع لك في الانترنت لا موقع لك في الأرض". على أمل أن تأتي النتيجة على مستوى الآمال ... و قريباً جداً. العنوان على الإنترنت: http://www.alwarraq.com