بيروت - "الحياة" - أقرت الأممالمتحدة بحق لبنان في مياه نبع الوزاني، وبأن الحكومة اللبنانية لم تخرق أي اتفاق دولي في شأن المياه. وجاء موقف الأممالمتحدة وهو الأول منذ بدء الأزمة بين لبنان واسرائىل، في تقرير تسلمه رئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني من الأمينة العامة التنفيذية ل"اسكوا" ميرفت تلاوي، ورفعه بدوره الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يفتتح بعد ظهر اليوم المشروع في احتفال شعبي ورسمي. وأوضح قباني "تسلمنا من "اسكوا"، بعدما اجرت دراسة وشارك خبراؤها في اجتماعات اللجنة، تقريراً عن الوزاني يؤكد حق لبنان بمياهه، ويشير الى ان من التزامات الحكومة اللبنانية ان تقوم بتزويد السكان المحليين بالمياه لاستخداماتهم المنزلية وغيرها، ويرى انها لم تخرق أي اتفاق دولي وتعتبر ان توسط الأممالمتحدة مطلوب لحل النزاع"، مشيراً الى ان التقرير يتضمن وصفاً لمجرى نهر الوزاني وخلفية النزاع القائم والاعتبارات القانونية، إضافة الى تصور عن دور محتمل ل"اسكوا". الى ذلك جدد بري تأكيده "ان لا عقدة لبنانية أمام استعداد اي طرف دولي للتعاون مع الأممالمتحدة لضمان حقنا المشروع في مياه نبع الوزاني". وقال ل"الحياة": "ان من يود التعاون سيكون موضع ترحيب منا"، لافتاً الى انه "يتوجب على الأممالمتحدة ان تقوم برسم خط أزرق مائي يضمن لنا حقوقنا في المياه أسوة بالخط الأزرق البري الذي كانت رسمته فور انسحاب اسرائيل من الجنوب في أيار مايو 2000". وأشار بري الى رفض لبنان أي قيود تحد من استخدام اهالي القرى المستفيدة من جرّ المياه. وكشف النقاب عن أن موفدين دوليين سألوه عن وجهة استهلاك المياه "فأجبتهم، نحن لدينا مطلق الحرية في الإفادة من مياهنا، ولا نظن ان هذه المياه منّة من احد بمقدار ما انها حق منصوص عليه في القوانين الدولية". وأبدى بري ارتياحه الى تفهم المجتمع الدولي لوجهة النظر اللبنانية حيال المياه. وقال: "ان الموفدين الدوليين وفي مقدمهم أولئك الذين يعملون تحت مظلة الأممالمتحدة عبروا عن اعجابهم بالتقرير الذي اعدته الحكومة اللبنانية وأودعت نسخة منه للأمين العام كوفي أنان". ورداً على سؤال اكد بري ان التدشين سيتم في موعده غداً اليوم، مستبعداً لجوء اسرائيل الى ارتكاب حماقة عسكرية. وعزا السبب الى ان لبنان يطالب بحقه في المياه وان المجتمع الدولي يدعم موقفه وبالتالي ستواجه احراجاً عالمياً "ولا أظن بأن ردود الفعل ستكون لمصلحتها، خصوصاً انها اخفقت من خلال حملات التهويل والتهديد في ثني لبنان عن التراجع عن جرّ مياه الوزاني الى قراه الحدودية". ونفى بري وجود اي شكل من اشكال التباين في الموقف بين الرؤساء الثلاثة. وقال ان "تيري رود لارسن لمس مدى التطابق في الموقف الرسمي"، مشيراً الى "الاسراع في التغلب على الارباك الذي ساد الموقف اللبناني في الأيام الأولى والذي لم يدم طويلاً بعد ان تمكنا من الإلمام بكل المعطيات التي تضمنها التقرير وهذا ما بدأ يلمسه سفراء الدول الكبرى وموفدو الأممالمتحدة الذين لم يلحظوا وجود اي تباين بين اركان الدولة". نصرالله: نرد على اي اعتداء خلال دقائق وأكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "رد المقاومة على أي اعتداء اسرائيلي على منشآت الوزاني سيتم خلال دقائق وان الاهداف التي ستواجه الرد تم انتقاؤها وحددت جيداً"، مشيراً الى ان "هذا الأمر أبلغ الى غرفة عمليات المقاومة"، ومعتبراً ان "أي عدوان اسرائيلي هو قرار بفتح جبهة الشمال". وقال في احتفال تكريمي: "اذا تحقق هذا الانجاز الضخ من الوزاني اليوم وبدأت المياه تصل الى القرى، فسيسجل انجاز ضخم جداً ليس في لبنان فقط، بل في تاريخ الصراع العربي - الاسرائىلي". وأفادت وكالة الانباء المركزية ان الادارة الأميركية تواكب ملف الوزاني عن كثب انطلاقاً من حرصها على تثبيت الهدوء وتجنب حصول أي انفجار أمني لا تحسب عواقبه في الوقت الذي تسعى فيه الادارة الأميركية الى حشد القوى لتأييد ضربة محتملة للعراق، مشيرة الى ان مساعد نائب وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد سيصل الى بيروت الاسبوع المقبل لاجراء اتصالات مع المسؤولين تتعلق بالأوضاع وضرورة التهدئة. وأوضحت الوكالة انها علمت ان الخبير الأميركي ريتشارد لاوسن لن يعود الى بيروت اذ غادر الى الولاياتالمتحدة من تل أبيب. ويصل الى بيروت أيضاً في الساعات المقبلة خبير مائي فرنسي لينضم الى خبراء أوروبيين يواكبون مشروع جر مياه من الوزاني. ورأت لجنة الشؤون الخارجية النيابية ان لا حاجة للبنان لتسييس قضية الوزاني او تدويلها لأنها تقع أصلاً تحت مظلة الشرعية الدولية وتستند الى القانون الدولي، مؤيدة الموقف الرسمي الرافض لكل الطروحات التي تبلغها لبنان. واعتبر "اللقاء التشاوري النيابي" ان بدء ضخ مياه الوزاني اليوم "مناسبة تجسد وحدة الدولة والشعب حيال اطماع الدولة الاسرائيلية الغاشمة". وزار أمس عضو مجلس العموم البريطاني النائب جورج غالاواي في رفقة عضو قيادة منطقة الجنوب في "حزب الله" حسين عبد الله، نبع الوزاني في اطار جولة في المنطقة المحررة. ودعا "تجمع العلماء المسلمين"، بعدما عقد اجتماعاً عند الوزاني، المقاومة الى "الرد في شكل عنيف في حال تعرض الكيان الصهيوني لمنشآت الوزاني". الامارات تؤيد لبنان وفي أبوظبي رويترز أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان تأييد بلاده للبنان في نزاعه مع اسرائيل على مياه الوزاني. ونقلت وكالة انباء الامارات الرسمية كلمة للشيخ سلطان ألقاها في ندوة عن مياه نهر الوزاني في مركز زايد للتنسيق والمتابعة وقال فيها "ان الازمة التى أثارتها الحكومة الاسرائيلية حول مياه النهر مع لبنان الشقيق تؤكد الحاجة الماسة لمعالجة المشكلة المائية في الشرق الاوسط بالصورة التي تكفل للاشقاء في لبنان استخدام حقهم الطبيعي في مياه نهر الوزاني وبالصورة التي تضمن استغلال الامة العربية لمواردها المائية مستقبلاً". وأضاف "ان الاطماع الاسرائيلية في المياه العربية ليست وليدة المرحلة الحالية انما هي أطماع تولدت مع بدء المشروع الصهيوني في أوائل القرن الماضي بل انها كانت ولم تزل في صلب هذا المشروع". وطالب الشيخ سلطان بالتضامن العربي "من أجل مواجهة مخاطر نشوء الازمات المائية في المنطقة".