بيروت - "الحياة" قال مصدر رفيع في وزارة الخارجية ل"الحياة" ان لبنان لن يدخل في جدل قانوني على حقه في الافادة من مياه نبع الوزاني ونهر الوزاني في الجنوب، في ضوء التهديدات الاسرائيلية التي اطلقت بعد الورشة التي أقامها مجلس الجنوب من اجل جر مياه الشفة الى القرية التي تحمل الاسم نفسه. وأكد المصدر ل"الحياة" ان موقف الأممالمتحدة والناطق باسم قوات الطوارئ الدولية تيمور غوكسيل الذي استهجن الاعتراض الاسرائيلي على جر مياه من النبع الى القرية، وأكد حق لبنان في ذلك، وضع سقفاً لأي سجال قانوني على هذا الحق، في شكل يغني لبنان عن الدخول في أي سجال من هذه الزاوية مع التصريحات الاسرائيلية. وأضاف المصدر: "في مقابل رفضنا الدخول في جدل قانوني، نهتم بالتهديدات الاسرائيلية التي صدرت مواقف لبنانية لفتت اليها باعتبارها مناقضة لأبسط بديهيات حقوق الانسان وحقه في المياه والشرب". وتابع: "ان التهديدات الاسرائيلية لن تجرنا الى نزاع قانوني ما دامت الأممالمتحدة ساندتنا، اما التحرك لمواجهة التهديدات التي يطلقها الاسرائيليون نحن نرصد سبله. وهنا أيضاً فان المواقف الدولية، ومنها موقف الولاياتالمتحدة الأميركية، تستهجن وتستغرب الموقف الاسرائيلي". وسئل المصدر هل هذه التهديدات مرتبطة بتمهيد اسرائيل لزيارة رئيس حكومتها آرييل شارون واشنطن في 26 آذار مارس الجاري، للضغط على لبنان، قال: "ربما. لكن لبنان ليس لقمة سائغة لشارون ولمعاونيه الذين لوحوا وفق بعض الأنباء، الى انه سيطلب من الخارجية الاميركية وضع لبنان على لائحة الدول المساندة للارهاب. فالادارة الاميركية تعرف الوضع وتدرك ان الأمر ليس كذلك". الى ذلك، تواصلت ورشة الأعمال في نهر الوزاني لجره الماء الى اهالي البلدة بحسب مخطط مجلس الجنوب، في وقت شوهد عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية يراقبون الأعمال الجارية، حاملين خريطة للمنطقة. وتوجهت حشود من اهالي الوزاني الى النبع حيث يتم تركيب مضخة لجر المياه الى البلدة، ورفعوا العلم اللبناني على ضفاف النهر في اجواء احتفالية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية اسعد دياب خلال افتتاح مركز المعلوماتية في بنت جبيل المحررة: "فيما نحن مجتمعون هنا لا تزال اصداء التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان تتردد بسبب استخدامنا مياهنا من اجل ري اراضي قرى جنوبية وتوفير مياه الشرب". وقال: "مثل هذه التهديدات لا تخيفنا فقد كسر جدار الخوف الى غير رجعة، وما نود لفت النظر اليه ان نجاح لبنان في تحدي التنمية في الجنوب المحرر، هو خطوة متممة للتحرير، وموقف العدو الاسرائيلي لا يفاجئنا فنحن ندرك انه العدو الأول للتنمية في الجنوب وفي كل لبنان، وما افتتاح هذا المركز الا الخطوة الأولى نحو التنمية". وأكد النائب قاسم هاشم خلال تفقده امس الاشغال الجارية في الوزاني "ان التهديدات الاسرائيلية لن تثنينا عن استكمال ما بدأنا به في مشروع جر المياه الى القرى المحررة، لأن القانون الدولي الى جانبنا". وطالب الحكومة "بتقديم شكوى الى مجلس الأمن لادانة اسرائيل على سرقتها مياهنا وإجبارها على دفع تعويضات عما سرقته منها". وأكد الرئيس حسين الحسيني "حق لبنان في ان يفيد وفق القوانين الدولية من المياه النابعة من أرضه، وقد آن الأوان ليمارس سيادته على أرضه التي كانت محتلة". ورأى رئيس كتلة "حزب الله" النيابية محمد رعد "ان الرسائل الاستفزازية التي أطلقها العدو أخيراً موجهة عبر لبنان الى من لم يقبل بالتفريط بالمياه في بحيرة طبريا".