سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حركة المقاومة الاسلامية" تدرس الرد المناسب على مطلبي إدانة قتل أبو لحية وتسهيل اعتقال قاتله . "فتح" تستعرض قوتها في تظاهرة في غزة بانتظار رد "حماس" على بيان "التهدئة"
تظاهر آلاف من انصار حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات في مدينة غزة أمس في استعراض للقوة واحتجاجاً على الخلافات والصدامات التي وقعت أخيراً بين قوى الأمن الفلسطينية وعناصر من "حركة المقاومة الإسلامية" حماس، وأسفرت عن مقتل ستة شبان. وطالبت القيادة الفلسطينية امس حركة "حماس" بالابتعاد الكلي عن توفير الحماية السياسية والامنية لقتلة مسؤول في الشرطة الفلسطينية وان تساعد على تسليم المطلوبين للعدالة والقضاء. سار آلاف المواطنين انطلاقاً من ميدان فلسطين مخترقين المدينة في شارع عمر المختار الرئيسي وصولاً إلى باحة المجلس التشريعي في تظاهرة تحت عنوان "مسيرة لوأد الفتنة". ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح" وصور عرفات ولافتات كتب عليها شعارات مناهضة للاحتلال وأخرى تدعو إلى استمرار المقاومة والانتفاضة والحفاظ على الوحدة الوطنية وحقن الدماء وتصليب الجبهة الداخلية. وحضر إلى باحة المجلس أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقادة أجهزة الأمن والشرطة وقياديون في حركة "فتح" وعدد من النواب في المجلس التشريعي. وألقى أمين سر حركة "فتح" في قطاع غزة احمد حلس كلمة أمام الحشد دعا فيها إلى تكريس الوحدة الوطنية والحفاظ على الدم الفلسطيني لمواجهة الاحتلال. وقال مخاطباً الجماهير الفلسطينية: "عليكم أن ترفعوا صوتكم عاليا في وجه دعاة الفتنة… في وجه دعاة شق الصف الفلسطيني". واعتبر مراقبون أن تلك إشارة إلى حركة "حماس" المتهمة من"فتح" والسلطة الفلسطينية بشق الساحة الفلسطينية الموحدة على مقاومة الاحتلال ومقارعة جنوده، وذلك عندما اغتال أحد عناصر "كتائب عزالدين القسام" الذراع العسكرية للحركة، العقيد راجح أبو لحية قائد شرطة مكافحة الشغب الأسبوع الماضي. ووجه حلس الدعوة إلى "حماس" للتواصل "على طريق الانتفاضة… لنتواصل جميعاً على طريق الوحدة الوطنية… على طريق الشهداء والجرحى والمعتقلين وكل الشرفاء من أبناء شعبنا". وحضر عشرات المسلحين من "كتائب شهداء الأقصى" إلى باحة المجلس وأطلقوا النار في الهواء في محاولة لاستعراض القوة أمام "حماس" تسبق ردها على مطلبي "فتح" والسلطة المتمثلين في إدانة قتل أبو لحية وتسهيل اعتقال عماد عقل المتواري عن الأنظار منذ قتل أبو لحية، خصوصاً وهو "المطلوب" للدولة العبرية على خلفية مقاومة الاحتلال. واعتبر جمال زقوت في كلمة منظمة التحرير أن "اليوم يوم الوحدة الوطنية في وجه دعاة الفتنة"، على رغم عدم مشاركة أي من قياديي الفصائل أو القوى الأخر. وقال ان "شعبنا اليوم مدعو إلى توحيد صفوفه لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي" المحتمل لقطاع غزة، وهو الهاجس الذي يسيطر على كثير من القوى السياسية وسكان القطاع الذين تابعوا النتائج التي أفضت إليها الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية أثناء اجتياحها كاملة منذ 29 آذار مارس الماضي. في هذه الأثناء، أرجأت "حماس" الرد على مطلبي حركة "فتح" أكثر من مرة. وقال الدكتور كمال الشرافي عضو المجلس التشريعي رئيس اللجنة التي شكلها المجلس للتحقيق في الأحداث والصدامات الأخيرة التي أعقبت قتل أبو لحية، ان اللجنة ما زالت تنتظر رد "حماس" على مسودة بيان مشترك وتجري مشاورات داخلية حول مسودة البيان قبل أن تعطي رداً نهائياً على ما ورد فيه. وأبدى تفاؤلاً حيال رد إيجابي يمكن أن تصدره "حماس"، وان تسود لغة العقل جميع الأطراف. وما زالت "حماس" تدرس الرد المناسب على مطلبي إدانة قتل أبو لحية، وتسهيل اعتقال عقل، اذ تعتقد السلطة و"فتح" أن حركة "حماس" تشكل له غطاء تنظيمياً وتوفر له ملجأ آمناً. وتشترط "حماس" للموافقة على هذين المطلبين ان توافق السلطة و"فتح" على فتح كل الملفات القديمة والتحقيق في الأحداث والصدامات التي وقعت بين أنصار الحركة والمواطنين من جهة، وأجهزة الأمن من جهة أخرى. الى ذلك، دعت "فتح" في بيان أصدرته أمس في غزة "السلطة الوطنية بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والنضالية وأجهزتها الأمنية العمل على اتخاذ المزيد من الإجراءات الكفيلة بتجسيد سيادة القانون ومكافحة الجريمة وتقديم المجرمين والخارجين على القانون إلى المحاكمة كي تأخذ العدالة مجراها. وقالت القيادة الفلسطينية امس عقب اجتماعها برئاسة الرئيس عرفات في رام الله في بيان وزعته وكالة الانباء الفلسطينية إنها تطلب من قيادة حركة حماس "الابتعاد الكلي عن توفير الحماية السياسية والامنية للقتلة وان تشجب هذه الجريمة البشعة وان تساعد على تسليم المطلوبين للعدالة والقضاء".