بدأ "المؤتمر ال 20 لتقنيات الغاز 2002" غازتك، أمس الأحد، باعلان أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عزم بلاده "مواصلة التطوير اللازم لصناعة الغاز للاستجابة لمتطلبات المستثمرين ومستهلكي الغاز الطبيعي، وكي تساهم في تلبية حاجات العالم والأجيال القادمة لطاقة نظيفة واقتصادية تستجيب لضرورات العصر ومتطلبات المستقبل". حضر حفلة افتتاح المؤتمر، الذي يستمر أربعة أيام، ولي العهد القطري، الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء، الشيخ عبدالله بن خليفة، ووزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم، وعدد من المسؤولين. وأكد أمير قطر، لدى افتتاحه المؤتمر، ان بلاده "تمثل مكاناً مثالياً لفرص العمل والاستثمار، خصوصاً في الصناعات المرتبطة بالغاز"، لافتاً الى ان الدوحة "توفر الحوافز المالية المختلفة وضمان الاستثمارات الأجنبية وحرية انتقال العوائد والأرباح المالية من دون قيود، بالاضافة الى الأمن والاستقرار ووسائل الاتصالات الحديثة، مع شبكة متطورة للاتصالات البرية والجوية والبحرية، وشبكة حديثة للكهرباء والماء، والكثير من مستلزمات البنية التحتية اللازمة للمشاريع الصناعية". وقال ان قطر توفر أيضاً "المناخ الاستثماري المناسب والقاعدة الصلبة لمتطلبات الشراكة الناجحة، وهي التعاون والشفافية والمنافع المتبادلة". ووصف الأمير الاتفاقات التي وقعتها بلاده في الأعوام القليلة الماضية مع شركات عالمية لتنفيذ مشاريع صناعية ضخمة لاستغلال الغاز وتصديره في مدينتي راس لفان ومسيعيد الصناعيتين، بأنها "نموذج يحتذى به للتعاون الاقتصادي الممّيز والمستنِد الى أسس عادلة تأخذ في اعتبارها الطموحات المشروعة لكل الأطراف". وتشارك في هذا المؤتمر الدولي الذي تنظمه شركة "تويت راي" البريطانية نحو 1600 شخصية تعمل في ميدان الغاز والنفط من 65 دولة، الى جانب 65 شركة تعمل في مجال الغاز. وقال وزير الطاقة والصناعة القطري، عبدالله العطية، ان بلاده "ستواصل استغلال احتياطاتها الضخمة من الغاز في حقل الشمال والتي تقدر بما يزيد على 900 تريليون قدم مكعب". وكشف ان خطط توسيع مشروعي "قطر غاز" و"راس غاز" اللذين تبلغ طاقتهما حالياً 13 مليون طن سنوياً، ستؤدي الى رفع الطاقة الانتاجية الى نحو 45 مليون طن سنوياً بحلول سنة 2010، مما سيجعل قطر أكبر مصدر للغاز المسيل. وسيساهم رفع الطاقة الانتاجية في تلبية عقود وقعتها الدوحة مع دول في آسيا وأوروبا. وأشار الوزير الى ان لبلاده مشاريع لتصدير الغاز الى دول في مجلس التعاون، منها مشروع "دولفن" لتزويد الإمارات ببليوني قدم مكعب يومياً عن طريق الأنابيب، بالاضافة الى مشاريع لتزويد الكويت والبحرين بواسطة مشروع انتاج الغاز المعزّز، موضحاً انه سيتم في ضوء ذلك تصدير نحو 5 بلايين قدم مكعب يومياً عبر الأنابيب. ولفت العطية الى انه سيتم توسيع مشاريع الأسمدة والبتروكيماويات، مثل اليوريا والأمونيا والميثانول والبولي ايثلين والهكسين وغيرها. وقال: "ان ذلك سيجعل قطر إحدى الدول الرئيسية في انتاج وتصدير هذه المواد". كما أعلن ان بلاده ستركز على "توسيع مشاريع الغاز القائمة بإضافة وحدات جديدة للإنتاج بدلاً من اقامة مشاريع جديدة، وذلك من أجل خفض الكلفة الرأسمالية والتشغيلية". وقدمت قطر من خلال وزير الطاقة والصناعة عرضاً للدول والشركات يؤكد ان الباب مفتوح لأي "عرض منطقي من قِبل الجهات الأجنبية المختصة لتنفيذ مشاريع جديدة تستخدم الغاز كلقيم". وكان لايران حضور في المؤتمر أمس، حيث دعا وزير النفط الايراني دول منطقة الخليج الى انشاء "شبكة موحدة للغاز" لتكون مجالاً للتعاون بين هذه الدول"، مشيراً الى أهمية "تحرير أسواق الطاقة في المنطقة. وقال الوزير الايراني للمشاركين في المؤتمر ان انتاج بلاده من الغاز سيرتفع الى 500 مليون متر مكعب بحلول سنة 2005، لافتاً الى انه يبلغ حالياً 300 مليون متر مكعب. وفيما أكد "ان العالم سيشهد زيادة كبيرة على الطلب العالمي على الغاز"، أعلن ان طهران تخطط للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي ودول آسيا، كاليابان والصين والهند لتلبية حاجاتها طويلة الأمد، وذلك الى جانب تركيا التي يتم تصدير الغاز اليها حالياً. من جهته، قال الأمين العام "اوبك"، الفارو سيلفا كالديرون، ان نصف المخزون العالمي من الغاز موجود في دول أعضاء في منظمة الدول المنتجة للبترول، لافتاً الى ان العالم لديه مخزون كاف من الغاز. وقال: "اننا منظمة منتجة للبترول، لكن لدينا ارتباطاً بالغاز، لأن البترول يعني النفط والغاز". وأضاف ان الاحتياطات الكبرى للغاز في العالم توجد في ثلاث دول، منها ايرانوقطر التي تستضيف مؤتمر "غازتك 2002". واكد ان الدول المنتجة للغاز ستلعب دوراً مهماً كما تلعبه في مجال النفط. يذكر أن وزير الطاقة القطري افتتح في "مركز قطر الدولي للمعارض" معرضاً تشارك فيه 150 شركة عالمية تعرض فيه منتجاتها في مجال صناعة الغاز.