القاهرة - "الحياة" طالبت صحيفة "العربي" الناطقة باسم الحزب الناصري امس بالتحقيق في ما نشرته الشقيقة "الوسط" في عدد 30 أيلول سبتمبر الماضي نقلاً عن كتاب اسرائيلي جديد يتناول حروب الجاسوسية بين مصر وإسرائيل تحت عنوان "جاسوس مزدوج آخر من عائلة عبد الناصر ومقرب جداً من السادات". وكانت "الوسط" نشرت فصلاً من كتاب المؤرخ الاسرائيلي اهرون برجمن يزعم في روايته عن حرب اكتوبر أن مصرياً بادر الى الاتصال ب "موساد"، بعد سنتين من حرب حزيران يونيو 1967، وطرق باب السفار الاسرائيلية في لندن فرفضوه وترك لهم ورقة تضم اسمه الرباعي وعنوانه وكانت المفاجأة المذهلة كونه قريب عائلة الرئيس جمال عبدالناصر ومقرب منه ويظهر في ديوان الرئاسة باستمرار وتم الاتصال به وتجنيده ونال اعجابهم وكان يحصل على 100 ألف جنيه استرليني في كل لقاء مع "موساد" وحافظ على مكانته في عهد الرئيس انور السادات وأخطر الاستخبارات الاسرائيلية في 5 تشرين الاول اكتوبر ان الحرب ستقع في الساعة السادسة من مساء اليوم التالي، وما زال الإسرائيليون حائرون حتى الآن اذا ما كان البلاغ صادقاً أم أنه تضليل مقصود نظراً الى أن الحرب نشبت قبل ذلك الموعد بأربع ساعات. ولم يقتصر تناول هذه القصةعلى صحيفة الحزب الناصري، إذ سبقها برنامج يبثه التلفزيون المصري هو "الظل الأحمر" تناول جانب مما نشرته "الوسط" يتعلق بما اذا كان رأفت الهجان البطل المصري جاسوساً مزدوجاً للاستخبارات المصرية والاسرائيلية وهو ما اعتبره الكاتب الصحافي محمود عوض نوعا من "الدعاية الاسرائيلية الفجة صاحبة الخبرة الواسعة في نشر الأكاذيب والتضليل وتسريب المعلومات الكاذبة". ويقول رئيس تحرير صحيفة "العربي" الكاتب عبد الله السناوي إن هذا الملف من الخطورة بما لا يمكن تجاهله، ولفت في تصريحات الى "الحياة" أن "هذه القصة تم نشرها في صحف اوروبية وعربية وأصبحت من الملفات المطروحة على الرأي العام"، مشدداً على أنه "شهادة منا وثقة في عهد عبدالناصر وعائلته وحرصاً على الأمن القومي العربي والمصري طالبنا بالتحقيق في هذه الاداعاءات المزعومة لا سيما أن التسريبات تتم في توقيت وأجواء تتسم بكونها من عصور تشدد دوائر القرار في حماية الأمن القومي للبلاد والمنطقة ما يستوجب الحسم".