أبدت دوائر ديبلوماسية عربية وغربية في بيروت اهتمامها بكشف النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم اسماء عناصر تنظيم "القاعدة" الثلاثة الذين تسلمهم من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وهم: اللبنانيان محمد سلطان ابو مهدي وخالد ميناوي طلحة موقوف غيابياً في احداث جرود الضنية في شمال لبنان والسعودي ايهاب الدفع "ابو الحارث". وكانت "الحياة" انفردت قبل اسبوعين في نشر خبر توقيف الثلاثة الذين احالهم امس القاضي عضوم على النيابة العامة العسكرية. وعلمت "الحياة" من مصادر امنية وقضائية ان احد الديبلوماسيين العاملين في سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت اجرى اخيراً اتصالاً بعضوم للوقوف منه على نتائج التحقيق الاولي والاعترافات التي ادلى بها الدفع، نافية ان يكون الديبلوماسي السعودي قد تقدم من النيابة العامة التمييزية بطلب استرداده ومؤكدة ان الاتصال بقي في حدود الاصول المعمول بها بين الدولتين. وكشفت المصادر النقاب عن ان سفراء الولاياتالمتحدة الاميركية وعدد من الدول الاوروبية أبدوا ارتياحهم لتوقيف عناصر تنظيم "القاعدة" ونقلوا الى كبار المسؤولين اللبنانيين تقديرهم لدور الاجهزة الامنية في حفظ الامن وإثبات صدقيتها في مكافحة الارهاب. وذكرت المصادر ان الولاياتالمتحدة تابعت عن كثب نتائج التحقيق إضافة الى فرنسا وألمانيا لورود اسم الاخيرة في عداد الدول التي كان يتحرك فيها احد الموقوفين الثلاثة. وأضافت ان تركيا اجرت اتصالاً بالجهات المعنية للوقوف على دور عبدالله التركي مسؤول "القاعدة" في تركيا في ايجاد ملجأ في لبنان لايواء الفارين المنتمين الى "القاعدة" من افغانستان وعدد من الدول الاخرى اضافة الى الملاحقين من مجموعة الضنية الفارين الى مخيم عين الحلوة في جوار مدينة صيدا في جنوبلبنان. وتأكد بحسب معلومات "الحياة"، في ضوء اعترافات الموقوفين الاولية انهم لم يكونوا يعتزمون تنفيذ عمليات ارهابية انطلاقاً من لبنان او في داخله وان دورهم كان يقتصر على تأمين الملجأ لفارين او مطلوبين من تنظيم "القاعدة". واستناداً الى المعلومات فإن عبدالله التركي الموقوف حالياً في تركيا بتهمة تزوير جوازات سفر كان نصح خلال زيارة لبيروت بصرف النظر عن استخدام لبنان كملجأ للفارين بذريعة ضيق المساحة وكثافة الاجراءات الامنية التي تفرض قيوداً مشددة على تحركهم مما يعرضهم الى خطر الملاحقة والتوقيف، إضافة الى وجود صعوبة في تأمين انتقال المطلوبين التابعين لمجموعة الضنية من عين الحلوة الى مكان آمن في ظل الرقابة المفروضة على المخيم. وأوضحت المصادر ان اللبنانيين الموقوفين اخضعا قبل توقيفهما الى رقابة مشددة من جانب مخابرات الجيش وان توقيت توقيفهما تزامن مع وصول السعودي الدفع الى بيروت، اذ اوقف الثلاثة معاً بعد مضي يومين على وجود الاخير في لبنان وبناء لمعلومات توصلت اليها الاجهزة الامنية، مشيرة الى ان عبدالله التركي غادر لبنان بعد ايام على ورود معلومات تتعلق بانتمائه الى تنظيم "القاعدة".