دخلت "الحياة" أمس قاعدة العديد القطرية التي ستصبح قريباً مركز العمليات الاميركي الرئيسي للمنطقة بعدما باتت اكبر مستودع لتخزين السلاح الاميركي فيها. لكن القائد العسكري الحالي في القاعدة الكولونيل تيموثي سكوت قال ان كل ما لديه 24 طائرة تقوم حالياً بتزويد طائرات اميركية الوقود في الجو "خلال مهماتها في افغانستان في اطار دعم عملية "الحرية الدائمة"". راجع ص 3 و4 ولم يتطرق الكولونيل سكوت ما كانت مصادر ديبلوماسية كشفته ل "الحياة"، في لندن في وقت سابق، وهو ان قاعدة العديد ستجهز بنظام انذار مبكر وشبكة رادارات لرصد الصواريخ البالستية، كما أنها ستضم قوة تدخل سريع تتكوّن من عشرة آلاف جندي. من جهة اخرى، علمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة ان رئيس فريق المفتشين الدوليين هانز بليكس وجه رسالة الى السلطات العراقية يفصل فيها مضمون المحادثات التي دارت مع الجانب العراقي في فيينا، ويطالبه بأن يؤكد كتابياً كل ما تم انجازه خلال هذه المحادثات. وتوقعت المصادر انه بمجرد تلقي هذا التأكيد الكتابي من الجانب العراقي لن يكون هناك ما يمنع عودة المفتشين الى العراق. ورأت المصادر ان الولاياتالمتحدة انجزت "انتصاراً وحيداً" تمثل بقبول جميع اعضاء مجلس الامن بإصدار قرار جديد يسبق عودة المفتشين، لكنها ذكرت ان المواقف لا تزال متباينة بشأن مضمون هذا القرار، اذ ان الجانب الاميركي لم يدخل اي تعديل على المشروع الذي اقترحه فيما قدم الفرنسيون مشروع قرار يؤيده الروس والصينيون. وفي نيويورك عقد سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين اجتماعاً "عسيراً وصريحاً" استمر ساعتين وتناول مشروع القرار الاميركي فقرة فقرة، وعكس تحولاً في الموقف الاميركي من الاستعداد لبعض الليونة الى تشدد واصرار على الحزم مع العراق من دون اعطائه فرصة اخرى للتعاون قبل تفعيل عواقب عدم الامتثال. وغاب مشروع القرار الفرنسي عن اجتماع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن غياباً كاملاً. واكدت المصادر ان السفير الفرنسي لم يطرح المشروع في حلبة النقاش، وان احداً لم يشر اليه او تحدث عنه. واكتفى الطرف الفرنسي بالقول ان لديه آراء وافكاراً. وكان السفير الفرنسي جان دافيد ليفيت سلّم السفير الاميركي جون نغروبونتي نسخة عن مشروع قرار فرنسي معدّل قبل اجتماع السفراء الخمسة. ورأت المصادر ان النص المعدّل لم يختلف جذرياً عن النص الاساسي. لكن مصادر اخرى وجدته اقرب نسبياً الى الموقفين الاميركي والبريطاني. وساهم المشروع الفرنسي في اطلاق الغضب والتشدد الاميركيين لما تضمنه من اكتفاء ب"تحسين" عمليات التفتيش بدلاً من وضع ضوابط اجرائية جديدة لها، و"تجاهل" مذكرة التفاهم بشأن القصور الرئاسية ومعارضة الغائها، والاحتجاج على استجواب المسؤولين والعلماء العراقيين خارج العراق، ورفض فكرة القوة الامنية كما امتيازات خاصة للدول الخمس ضمن فرق التفتيش. وقالت مصادر غربية ان الفرنسيين الحقوا الضرر بصدقيتهم وبموقفهم المعارض للتلقائية في استخدام القوة العسكرية. مصادر غربية اخرى وصفت الاجواء الاميركية بأنها "في غير وارد التعاطي مع الورقة الفرنسية". وقالت ان الولاياتالمتحدة تعتبر المشروع الفرنسي "ميتاً قبل ولادته" وان هناك الآن "تصلباً في اصرار الاميركيين على مشروعهم". وحذرت الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي الكونغرس من استعداد العراق لاستخدام اسلحة كيماوية او بيولوجية اذا تأكدت حتمية الهجوم الاميركي، فيما توقعت مصادر في واشنطن موافقة الكونغرس على منح الرئيس بوش حق اللجوء الى القوة ضد بغداد. واعتبر الرئيس حسني مبارك ان خطاب بوش الاخير يتضمن "ايجابيات كثيرة وعلى العراق الاستجابة له"، في حين اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لنظيره الايراني كمال خرازي في طهران انه لن تتم التضحية بتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لحل الازمة العراقية. لكن خرازي اكد ان "دق طبول الحرب كان كافياً لنسيان فلسطين".