لم يكن بعض الموالاة، قبل المعارضة، يتوقع ان ينتج "غسل القلوب" بين رئىسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري علاقة جديدة بينهما اكسبت الحكومة "عمراً مديداً" وأسهمت في الافراج عن قضايا كانت عالقة في مجلس الوزراء بدءاً بالتشكيلات القضائية التي حال سوء الاحوال السياسية بين الرئىسين سابقاً دون الاتفاق عليها وإعلانها. وفي تقدير قطب نيابي يتابع عن كثب التطور الايجابي لعلاقة لحود بالحريري ان الظروف اصبحت مواتية للتفاهم على التشكيلات والمناقلات الديبلوماسية التي لم تدرج بعد على جدول اعمال مجلس الوزراء. ولفت القطب وهو واحد من الذين فوجئوا بالتبدل السريع للأجواء بين لحود والحريري - الى ان الحديث عن احتمال حصول تغيير حكومي فور انتهاء اعمال القمة الفرنكوفونية في بيروت اصبح من الماضي. وقال انه لم يعد مطروحاً الا في الصالونات السياسية التي لا تزال تعبر عن رغبتها في استبدال الحكومة الحالية بجديدة. وعزا السبب الى ان طرح مسألة الحكومة في بورصة التغيير اليومي كان ناجماً في الماضي عن احتدام لعبة شد الحبال بين لحود والحريري وتفاقم الاحتقان السياسي الى حدود توليد شعور بأن تنفيس الاجواء لن يتم الا باحداث صدمة تكون في حجم الاستغناء عن الحكومة الحالية. ورأى القطب ان العودة الى إثارة قضية التغيير تفتقد المبرر السياسي خلافاً لما كان سائداً في فترة الخلاف عندما كان شبه مستحيل اقامة تعاون مثمر بين الرئيسين. واعتبر ان "غسل القلوب" دخل في شهره الثالث ومفاعيله مستمرة، مشيراً الى اهمية الدعم السوري لتوافق لحود والحريري ورفض دمشق باستمرار التدخل في التفاصيل اليومية تاركة لهما ولمجلس الوزراء وبالتعاون مع المجلس النيابي التغلب على المشكلات سواء أكانت طارئة ام لا تزال من إرث الماضي. وشدد على تحسن اداء الحكومة الذي يفترض ان يتطور نحو الأحسن من خلال متابعة تعاطي الوزراء مع الملفات العائدة الى وزاراتهم. وتساءل القطب انه في حال تشكيل حكومة جديدة من الاقطاب: هل يكون في وسعها ان تنجح؟ ام ان الجهد سينصب على تذليل ما سيعترضها من الداخل، خصوصاً ان كل وزير من هؤلاء سيعتبر نفسه قطباً وسيتصرف وكأنه يترأس حكومة لوحده، ناهيك بأنها ستسير فوق حقل من الالغام السياسية يستدعي التدخل باستمرار لتفكيك ما قد ينفجر. وما ان تتخطاه حتى تواجه لغماً جديداً قابلاً للانفجار، إضافة الى انه سيكون لأي تغيير - بحسب قول القطب نفسه - وظيفة سياسية تحدد من خلالها الاهداف المرجوة من التغيير. فالظروف لا تسمح بتمثيل المعارضة وتحديداً "لقاء قرنة شهوان" لتعذر التفاهم معه على بعض الثوابت الخاصة بالعلاقة بسورية، وبالتالي فإن التغيير لن يكون له مبرر إذا اقتصر على "أهل البيت" من الموالاة.