لم يتوقع رجال الأمن المصريون وفرق الانقاذ التي تجول شبه جزيرة سيناء منذ الأحد الماضي، بحثاً عن 16 سائحاً صينياً ابتلعتهم الصحراء واخفتهم الجبال، أن تسفر جهودهم عن العثور على أربعة فتيان فلسطينيين فروا من جحيم الاحتلال الاسرائيلي، وتمكنوا من اجتياز الحدود ليحتموا بالرمال ويناموا بين الصخور. وفي حال اعياء شديد، نقل الأربعة وهم رأفت عبدالحليم زنونة 14 سنة ومحمد أحمد جودة 15 سنة ونضال خضر 15 سنة وحامد فايز ابو زهرة 16 سنة الى أحد مقار الشرطة، حيث رووا ظمأهم وسدوا رمقهم. وفيما أجريت تحقيقات مع الفلسطينيين الأربعة، تواصلت الجهود لكشف غموض رحلة الصينيين ال16 إلى المجهول. لكن ما أراح السلطات المصرية ان الفلسطينيين لم يكن معهم أي سلاح، وهم ذكروا أنهم عجزوا عن الذهاب الى مدارسهم أو العيش بطريقة طبيعية، فقرروا الرحيل إلى مصر وعبروا الحدود من مدينة رفح قرب حي الابراهيمية، وتمكنوا من ذلك فاجتازوها عند منطقة الشاتورة. أما رجال الانقاذ فبعدما سلموا الفلسطينيين الأربعة الى السلطات المختصة التي لم تقرر بعد مصيرهم، فعادوا مجدداً الى شق الدروب الصحراوية والبحث بين هضاب سيناء وجبالها، أملاً بالعثور على السياح الصينيين الذين كانوا تركوا باصاً سياحياً استقلوه لنقلهم إلى مدينة العريش، وفضلوا القيام برحلة "سفاري" مع ثلاثة من بدو سيناء فاختفوا وتحولوا إلى لغز. وكان الوفد الصيني وصل إلى مطار القاهرة السبت الماضي، واستقبله مندوب إحدى الشركات السياحية التي أعدت للوفد برنامجاً لزيارة العريش ومعالم سيناء، وأقله باص تابع للشركة إلى المدينة. وأبلغت الشرطة مساء اليوم ذاته بوصول الباص من أجل تجهيز عناصر لمرافقة الوفد في جولته، لكن الباص لم يصل الى نقطة الانتظار بل توقف في مكان آخر، حيث استقل الوفد سيارات برفقة ثلاثة شبان من بدو سيناء، لتنظيم رحلة "سفاري" إلى وسط سيناء على ظهور الابل. وبعد أربع ساعات بدأت جهود البحث عن الباص الذي عثر عليه خالياً من ركابه. وقال مندوب الشركة السياحية إن مديرها أمره بتسليم السياح الصينيين إلى شبان ثلاثة كانوا ينتظرونهم. واعتقلت الشرطة سائق الباص ياسر سعد 52 سنة ومندوب الشركة كمال محمد 33 سنة، فيما يستمر البحث عن مدير الشركة والسياح الصينيين، وسط ترجيحات بأنهم ربما اجتازوا الحدود إلى الأراضي الفلسطينية.