ينهمك ممثلون عن "أرامكو السعودية" ومجموعة "رويال داتش/ شل" في وضع اللمسات الأخيرة على صفقة من شأنها دعم موقعي الشركتين العملاقتين في عمليات تكرير النفط الخام وتسويق منتجاته في السوق الأميركية عبر شبكة ضخمة من مصافي التكرير ومحطات الوقود وتسهيلات النقل والتوزيع. وذكرت مصادر مطلعة في الشركتين ل"الحياة" أول من أمس أن المفاوضات التي تجري مع ممثلين عن شريك قديم لهما هي شركة "تكساكو" شيفرون تكساكو وتتركز حول ملكية إثنتين من كبريات شركات التكرير والتسويق في السوق الأميركية وصلت إلى مرحلتها النهائية ويتوقع إعلان نتائجها في وقت لاحق من الشهر الجاري. ويمثل الجانب السعودي "الشركة السعودية للتكرير" التي تتبع مباشرة شركة "أرامكو للخدمات" وتتخذ مقرها في هيوستن ويشاركها في هذه المفاوضات التي بدأت في تشرين الأول أكتوبر الماضي شركة "شل أويل" الذراع الأميركية لمجموعة "رويال داتش/ شل" في الولاياتالمتحدة. وكانت "السعودية للتكرير" و"شل أويل" أعلنتا في بيان مشترك أخيراً التوقيع على إتفاقات نهائية لتملك حصة "تكساكو" في شركتي "موتيفا إنتربرايزز" و"إكيلون إنتربرايزز" وهما مشروعان كبيران ظهرا إلى الوجود عام 1998 بعد شركة "ستار إنتربرايز"، المشروع المشترك الذي أقامته "أرامكو" مع "تكساكو" سنة 1989، ومنشآت التكرير والتسويق لكل من "تكساكو" و"شل أويل" في السوق الأميركية. ويعتبر تأسيس "موتيفا" و"إكيلون" أضخم عملية إندماج سجلتها سوق التكرير الأميركية في حينها إذ تمتلك الشركتان أصولاً تُقدر قيمتها الدفترية بزهاء 10 بلايين دولار وتشتمل على 11 مصفاة للتكرير طاقتها الإجمالية تقترب من 1.7 مليون برميل يومياً، ما يُعادل نحو 10 في المئة من الطاقة الإجمالية لصناعة التكرير الأميركية، علاوة على 23 ألف محطة للوقود. وتشارك "تكساكو" و"السعودية للتكرير" و"شل أويل" في ملكية "موتيفا" بحصص متساوية كما تشترك مع "شل أويل" في ملكية "إكيلون" بنسبتي 44 و56 في المئة على التوالي إلا أن إندماجها الشهير مع "شيفرون" العام الماضي وقوانين مكافحة الإحتكار الأميركية إضطراها للتخلي عن حصتيها اللتين تقدر قيمتاهما بنحو 3.8 بليون دولار من ضمنها 1.2 بليون دولار نقدا. ومن شأن المفاوضات الجارية بين ممثلي الأطراف الثلاثة أن ترفع حصة "السعودية للتكرير" في "موتيفا" من 32.8 في المئة في الوقت الراهن إلى 50 في المئة بينما ستؤول الحصة الباقية في هذه الشركة إلى "شل أويل" التي ستتملك أيضا حصة "تكساكو" في شركة "إكيلون". وأكدت "السعودية للتكرير" أن تملك حصة جديدة في "موتيفا"، التي تشتمل أصولها على 13 ألف محطة وقود موزعة في 26 ولاية و4 مصافي للتكرير طاقتها الإنتاجية تناهز 800 ألف برميل يومياً، سيدعم موقعها في قطاع التكرير والتسويق في أميركا الشمالية ويعزز موقع "أرامكو" كمورد رئيسي للنفط الخام إلى المنطقة. يُشار إلى أن السعودية تُصدر أكثر من 1.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام إلى السوق الأميركية من ضمنها 525 ألف برميل من الزيت العربي تشتريها "موتيفا" يومياً لتكريرها في مصافيها التي تتركز في ولايات ديلوير ولويزيانا وتكساس وتوزع منتجاتها على إمتداد الساحل الشرقي وبعض الولايات الوسطى. وذكرت "السعودية للتكرير" أن "موتيفا" حققت مبيعات بقيمة 19.4 بليون دولار عام 2000 وبلغت قيمة أصولها 6.5 بليون دولار لكنها لم تكشف عن أرباحها.