لقّن شباب منتخب مالي لكرة القدم نجوم منتخب مصر درسًا قاسيًا بعدما تغلبوا عليهم بجدارة 2-1 في المباراة الدولية الودية التي جمعت بينهما في الاسماعيلية استعدادًا لمشاركتهما في نهائيات مسابقة كأس الأمم الافريقية التي تنطلق في 19 كانون الثاني يناير الجاري في مالي. واللافت أن حكم المباراة الدولي المصري ناصر عباس بذل قصارى جهده لمساعدة منتخب بلاده، فطرد اسماعيل كوليبالي كابتن المنتخب المالي من دون حق في منتصف الشوط الثاني واحتسب ركلة جزاء وهمية للمنتخب المصري في الوقت بدل الضائع، ولكن فارق اللياقة والجدية والمهارة والالتزام بالخطط حسم المباراة للضيوف. ودفع الفرنسي هنري كاسبرجاك، المدير الفني لمنتخب مالي، بتشكيلة شابة ضمت ستة من اللاعبين الذين مثّلوا بلادهم في كأس العالم للشباب دون 19 عاماً في نيجيريا عام 1999، وهم سيدي بيه ومحمد باغايوكو وآدم كوليبالي وعبد الله كمارا وتوري باسالا ومحمد يارا، صاحب الهدفين، ودعمهم بخمسة من المحترفين في أوروبا أبرزهم اسماعيل كوليبالي، نجم فريق فرايبورغ الالماني. وبخلاف كاسبرجاك دفع محمود الجوهري، المدير الفني لمنتخب مصر، بكبار السن وعلى رأسهم الشقيقان التوأم حسام وابراهيم حسن والاحتياطان محمد عبد المنصف وطارق السيد، ومنح نجومه هاني رمزي وحازم إمام وعصام الحضري راحة. وفرض المنتخب المالي من البداية سيطرته مستغلاً أسلوبه الجيد في الضغط على نظيره المصري، وتوالت الفرص الثمينة للضيوف أمام مرمى محمد عبد المنصف. وعلى رغم انهيار المنتخب المصري الكامل، إلا أن الجوهري لم يدخل تعديلاً في الشوط الثاني، ودفع سريعًا ثمن هذا الخطأ التكتيكي بعدما تلقت شباكه هدفًا في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني من ركلة حرة مباشرة سددها يارا. وتوالت التغييرات بعد ذلك بخروج الشقيقين التوأمين وخالد بيبو وطارق السعيد ونزول الشباب: أحمد صلاح وأبو العلا وجمال حمزة وعمرو فهيم، وهاجم المصريون بلا تنظيم، ما جعلهم يفقدون أعصابهم. وتبادل المنتخبان الألعاب العنيفة، التي عجز الحكم عن إيقافها، على رغم إنذاراته المتكررة للاعبي مالي فقط. ووسط هجوم مصر العشوائي شن لاعبو مالي سلسلة من الهجمات المرتدة أسفرت إحداها عن الهدف الثاني في الدقيقة 76 من كرة مشتركة بين كوليبالي وباغايوكو انتهت بتسديدة أرضية متقنة من ديارا في الشباك. ولم يستفد المصريون من النقص في صفوف منتخب لاعبي مالي عقب طرد كوليبالي، وتدخل الحارس سيدي بيه لانقاذ مرماه من هدفين لاحمد حسام، أخطر لاعبي المنتخب المصري، ثم ألقى عمرو فهيم بنفسه داخل المنطقة المحرمة للحصول على ركلة جزاء نالها فعليًا لأن الحكم كان ينتظرها ويتمناها، وسجل منها حسام هدف مصر الوحيد. المواجهة الرابعة ويخوض المنتخب المصري اليوم على استاد القاهرة الدولي تجربته الرابعة خلال 8 أيام أمام المنتخب النيجيري القوي. وهي المباراة الاعدادية الرابعة للمنتخب المصري بعد الاولى أمام قطر 2-2 وغانا 2-صفر ومالي، علمًا أنه خاضها بثلاث تشكيلات مختلفة غلب عليها عنصر الشباب. ولن تكتمل صفوف المنتخب النيجيري الليلة أيضًا باللاعبين المحترفين كلهم لارتباط معظمهم بأنديتهم الأوروبية. ولا بديل للجوهري من السعي الى خوض المباراة بتشكيلة جديدة كي يعزز ناحيتي النشاط والسرعة في الاداء، ويتوقع أن يعطي المدرب المصري المحنّك الفرصة كاملة لوائل جمعة، مدافع الاهلي الجديد، بعد هبوط مستوى المحترف عبد الظاهر السقا. ويؤكد المقربون من الجوهري تفكيره الجاد في ضم أكثر من لاعب جديد إلى صفوف المنتخب وفي مقدمهم تامر عبد الحميد من الزمالك وحسام غالي وسيد عبد الحفيظ الاهلي ورامي سعيد المقاولون العرب. ويعتبر المنتخب النيجيري من المنتخبات القوية في القارة السمراء، وتضم صفوفه وستكون ثمانية لاعبين محترفين في البطولات الاوروبية البارزة من بينهم مهاجم فريق ارسنال الانكليزي نوانكو كانو وتيجاني بابانغيدا واوغوستن اوكوشا وتاريبو وست وجون اوتاكا. ولم يشعر الجمهور المصري بالرضا عن مستوى اداء المنتخب بعد مبارياته الودية الثلاث، الا ان الجوهري اعلن انه لا يزال يكتشف اخطاء المنتخب ويحاول علاجها، وانه قد لا يصل الى التشكيلة الاساسية التي سيلعب به لقاء السنغال الاول في البطولة في20 الجاري. الجزائر توصّل الاتحاد الجزائري الى اتفاق مع نظيره في بنين لاقامة مباراة ودية بين منتخبي البلدين في 14 الجاري استعدادًا لنهائيات كأس الامم الافريقية بعد الفشل في إقناع نادي مرسيليا الفرنسي بخوض مباراة ودية مع منتخبه في الموعد ذاته. وكان مرسيليا، الذي تموّله مجموعة آل خليفة الجزائرية للطيران، وافق في البدء على خوض المباراة في الجزائر، لكنه تراجع قبل يومين مقترحًا إقامة المباراة على ملعبه في استاد "الفيلودروم". وكان الاتحاد الجزائري أعلن في وقت سابق إلغاء مباراة ودية كانت مقررة أمام مصر بسبب عدم الاتفاق مع نظيره المصري على مكان إقامتها. بارتليت تسعى جنوب أفريقيا لدى الاتحاد الدولي الفيفا الى إرغام قائدها المهاجم شون بارتليت 29 عاماً والمحترف في فريق تشارلتون أتليتيك الانكليزي على الانضمام الى منتخبها المشارك في البطولة، بعدما سبق أن اعتذر عن خوضها في رسالة بعث بها الى اتحاد بلاده. وهو أشار في الرسالة الى أنه حصل على وعد من كارلوس كويروز، المدير الفني للمنتخب، بعدم ضمه من أجل زيادة تركيزه على استعادة مركزه في التشكيلة الرئيسة لفريقه الانكليزي، في حين نفى كويروز إطلاقه هذا الوعد. وأعلن الاتحاد الجنوب الافريقي أن سيطلب من الاتحاد الدولي إيقاف بارتليت، ومنعه من اللعب مع فريقه في بطولة إنكلترا، في حال أصر على الانسحاب. ويعتبر بارتليت هداف المنتخب برصيد 24 هدفاً في 57 مباراة دولية وحمل شارة القائد خلفاً للوكاس راديبي في العام الماضي. يذكر أن اللاعبين المحترفين في المنتخب الجنوب الافريقي منحوا مهلة حتى مطلع الاسبوع المقبل للانتظام في معسكره الاعدادي في مدينة مماباتو الواقعة شمال غربي البلاد.