طوال العام 2001 ظلت وسائل الاعلام تترقّب "الشيء" IT، الذي اسماه المخترع الطريف دين كايمن "جنجر". وأخيراً، ظهر هذا "الشيء" وحظي باسم ثلاثي يصحّ عنواناً لاسطورة صينية، هو "سغواي ناقل البشر". دراجة ذات عجلتين تقف وحدها في انتظار من يستقلّها لتقلّه واقفاً بلا حراك إلى حيث يشاء. ويعود الفضل في هذا الاختراع العملي الذي يعد ب"تغيير التنظيم المدني"، على ما أفيد، إلى العجلة التي بقي اسم مخترعها مجهولاً على مرّ الزمن. ومعلوم أن العجلة اتاحت للبشر التنقل قعوداً براحة تامة، مذ اقترنت بالعربات المجرورة والمقطورة، وبالمركبات السيارة على انواعها. إلاّ أن لتحرك الدراجة "سيغواي"، وعلى ما جاء في خصائصها، وجه شبه مع طريقة المشي التي يمتاز بها البشر. فمن ابرز مزاياها مقدرتها على التوازن ذاتياً. وهي تنطلق ما ان يركبها شخص وينحني بها قليلاً إلى الامام. وهذا ما يفعله الانسان عندما يهمّ بالمشي: ينحني قليلاً مزيحاً وزنه إلى الامام ثم تتحرّك قدمه في الاتجاه نفسه لتؤمّن توازنه وتمنع مجمل البدن من السقوط. وهناك من صوّر مشية الانسان بأنها "سلسلة سقطات تتفاداها القدمان". وتؤدّي عجلتا الدراجة الجديدة الوظيفة نفسها التي تؤديها القدمان. فهي ليست متوازنة بحد ذاتها. وإذا انحنى بها راكبها إلى الامام من المفترض ان تنقلب. وهنا تبرز اهمية آلية التوازن فيها والتي تتدارك انقلابها وسقوط الراكب منها. فعند انحنائها قليلاً، يبدأ عمل خمسة جيروسكوبات، وهي آلات توازن دوّارة، في تحديد زاوية الانحناءة أو الميلان عن الخط العمودي. وترسل هذه المعلومة إلى معالجات إلكترونية تحدّد سرعة دوران العجلتين لتبقي الدراجة قائمة، وتمنعها من الانقلاب. وهكذا، عندما تتحرك الدراجة، تباشر الجيروسكوبات دورانها، وكلّما انحنى الراكب ازدادت سرعة دورانها وبالتالي، سرعة دوران العجلتين. وتصل سرعة التنقّل إلى 20 كيلومتراً في الساعة، ما يوازي سرعة الجري التي يمكن ان يبلغها انسان. وهي لا تشكّل خطراً اكثر مما يتهدّد شخصاً يجري في الشارع. إلاّ أن السير على الاقدام يبقى افضل لصحة الانسان و... جيوبه ايضاً، فسعر "سيغواي ناقل البشر" يبلغ 3000 دولار. ذ