نددت طهران أمس بالاتهامات الاميركية "الوقحة" و"العدائية" ضد ايران، واتهمت واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية، وبمحاولة تحويل انتباه الرأي العام بعيداً من القضية الفلسطينية والقمع الوحشي الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين. واقترحت على البلدان الاسلامية استخدام سلاح النفط للضغط على الولاياتالمتحدة. طهران - أ ف ب - رفض الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، المسؤول الثالث في النظام، "الاتهامات العدائية" التي وجهها الرئيس جورج بوش الى ايران. وقال اثناء مؤتمر حول الانتفاضة الفلسطينية: "ها هو زعيم قوة عظمى يوجه الينا من على منصة رسمية، اتهامات عدائية في لهجتها، ولا ترتكز الى اساس". وتابع: "ان هذا المنطق الاميركي غير مقبول وعلى وسائل الاعلام في كل الدول ان تطلع الرأي العام العالمي. كما ان اعتبار حركات مقدسة مثل حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ارهابية امر غير مقبول". وكان بوش اتهم في خطابه حول حال الاتحاد امام الكونغرس الاميركي مساء أول من امس ايران والعراق وكوريا الشمالية بأنها تريد امتلاك اسلحة دمار شامل وتشكل "خطراً تزداد حدته". ووصف الدول الثلاث بأنها "محور للشر". وقال رفسنجاني: "من المدهش ان يدمغ بوش ايران والعراق وكوريا الشمالية بشكل رسمي وبنغمة عدائية بالارهاب". وأضاف: "من الممكن ان يصفق الاميركيون لبوش كما فعل الكونغرس لكننا لن نتهدد بمثل هذه اللهجة العدوانية". واقترح رفسنجاني في كلمة أمام مؤتمر لدعم الانتفاضة الفلسطينية على الدول المسلمة المنتجة للنفط ان تمارس الضغط على الولاياتالمتحدة برفضها بيع النفط لها. وقال: "الولاياتالمتحدة تعاني من ركود اقتصادي واذا رفضنا ان نبيعها نفطاً فانها ستركع وستسحب دعمها لاسرائيل". وأضاف: "البلدان الاسلامية تقع في مناطق العالم المهمة على الصعيد الجيوسياسي ويجب علينا ان نستغل هذا الوضع وغيره من الآليات التي بين ايدينا". واعتبر انه اذا رأت الولاياتالمتحدة ان دعمها لاسرائيل "بدأ يكلفها غالياً وان ليس لديها اي نفط فانها ستتخلى حينئذ عن النظام الصهيوني". واتهم وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الولاياتالمتحدة ب"التدخل في شؤون ايران الداخلية" وندد باتهامات بوش حيال ايران. وقال خرازي في تصريح الى وكالة الانباء الايرانية ان "جمهورية ايران الاسلامية تعتبر اتهامات بوش تدخلاً في شؤونها الداخلية". وأضاف: "ندين الاتهامات الاميركية ونعتقد بأن العالم لم يعد يقبل بالهيمنة وان على بوش ان يقدم ادلة على اتهاماته. وعليه ان يدرك بأن تكرار مثل هذه الاتهامات لن يساعده". واعتبر انه "مع هذه التصريحات الوقحة كشفت الحكومة الاميركية وجهها الحقيقي وأثبتت عزمها على توسيع هيمنتها الى العالم باسره". ورأى ان "بوش يريد ان يحول انتباه الرأي العام بعيداً من قضية الشرق الاوسط وان يعد المسرح الداخلي لمساندته المستمرة لاسرائيل في حملتها القمعية الوحشية ضد الامة الفلسطينية". من جهة أخرى، أعلنت مصادر برلمانية أمس ان مجلس الشورى الايراني اقر موازنة بقيمة 20 مليون دولار تهدف الى "إفشال المؤامرات الاميركية ضد ايران". وأدخلت ارقام الموازنة هذه منذ عام 1996 في ارقام الموازنات السنوية التي قدمتها الحكومة في اطار "اجراء بالمثل" ورداً على قرار اميركي مشابه. وذكرت صحيفة "انتخاب" أمس ان عدداً من الاعضاء المحافظين في البرلمان اعربوا عن رغبتهم في زيادة هذه الموازنة لكن الاعضاء الاصلاحيين رفضوا هذا الامر.