وجه رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال أمس انتقادات مبطنة الى دول عربية "تقدم للقوى العظمى تقارير أمنية ناقصة المعلومات، عن أوضاع أمنية تخص بلداناً أخرى عربية". وفي كلمة ألقاها أمام قادة الجيش اليمني المشاركين في المؤتمر السنوي التاسع لقادة القوات المسلحة، حذر باجمال من خطورة "ان يتهم العرب بعضهم بعضاً، أو يروجون لوجود أوضاع غير آمنة في أي بلد عربي، عن طريق التقارير الناقصة الحقائق". وزاد: "سيدركون انهم أمام القوى العظمى عرب ومسلمون فقط، لذلك سيطاولهم الندم إذا وقعت الواقعة". وجاء كلام باجمال بعدما شدد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي على رفض بلاده تسليم أي مواطن يمني للولايات المتحدة للتحقيق معه أو محاكمته، إذا ثبت تورطه بالارهاب. وأعلن ان واشنطن لم ترد بعد على طلب صنعاء السماح لسفيرها في هافانا بتفقد اليمنيين المعتقلين مع أسرى تنظيم "القاعدة" في قاعدة غوانتانامو، وطلب مشاركة محققين يمنيين في التحقيق مع هؤلاء، علماً أن عددهم 21 شخصاً نقلوا من افغانستان. وذكر القربي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في صنعاء في ساعة متقدمة ليل الثلثاء - الاربعاء، أن فريقاً من المحققين الأميركيين سيصل الى اليمن في غضون الأيام القليلة المقبلة لاستكمال التحقيقات في تفجير المدمرة الأميركية "كول"، بالتعاون مع المحققين اليمنيين. وزاد ان "هذه القضية تعتبر بالنسبة الى الجانب اليمني منتهية والحكومة أحالت ملفها على النيابة العامة وهو يتعلق بستة متهمين، وأصبحت القضية في يد النائب العام، وتوقيت المحاكمة متروك له". وأشار الى أن الجانب الأميركي "أفاد ان لديه معلومات جمعت من أعضاء تنظيم القاعدة الذين تحتجزهم الولاياتالمتحدة، ويرى الأميركيون ان هذه المعلومات مهمة بالنسبة الى ملف كول"، مؤكداً انها "لم تسلم الى اليمن بعد". ولفت الى أهمية تبادل هذه المعلومات، وقال: "هناك أشخاص اعتقلوا بعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر ويجري التحقيق معهم لمعرفة هل لديهم معلومات تتعلق بتفجير المدمرة كول، أو لهم علاقة بتلك العملية". وعن المتهمين الرئيسيين بالانتماء الى "القاعدة" في اليمن محمد حمدي الأهدل، المكنى ب"أبو عاصم الأهدل"، وعلي قائد سنيان الحارثي، المكنى ب"أبو علي الحارثي" قال القربي: "السلطات تعرف أماكن وجودهما". لكنه نفى وجود أي مفاوضات معهما لإجبارهما على الاستسلام، مؤكداً ان الحكومة بصدد اقناع رجال القبائل بالمساعدة في تسليمهما سلماً "والا فإن السلطات ستتخذ اجراءات صارمة لتوقيفهما". ونبه الى ان لقاءات الرئيس علي عبدالله صالح ومواقفه الأخيرة أقنعت كثيرين من رجال القبائل بأن عليهم التعاون مع الدولة في مكافحة الارهاب. واستدرك ان جميع من اعتقلوا في اليمن في الأشهر الأخيرة ضمن قائمة ضمت 39 شخصاً ليسوا ارهابيين، وليست لهم علاقة بتنظيم "القاعدة"، موضحاً أن "بعضهم كان في افغانسان سابقاً، وهذه اجراءات احترازية، وإذا دين بأي عمل ارهابي سيحاكم أمام القضاء اليمني". وأكد ان اليمن "لن يسلم أياً من مواطنيه الى الولاياتالمتحدة للتحقيق معهم أو محاكمتهم". وختم بأن القسم القنصلي في السفارة الأميركية في صنعاء سيفتتح مجدداً السبت المقبل، مشيراً الى أن هذا القرار "اتخذ بعدما تأكد الأميركيون ان اليمن اتخذ الاجراءات اللازمة لحماية رعاياهم، واستطاع تأمين الحماية الكافية للسفارة". وكانت السفارة ربطت اغلاق القسم القنصلي بتلقي "تهديدات".