علّقت ثلاث شركات نفطية سويدية ونمسوية وماليزية نشاطها في حقل نفطي في جنوب السودان، بعد تعرضها لهجمات من جماعة متمردة تعمل في منطقة ولاية الوحدة الجنوبية. وقررت شركات "لوندين" السويدية و "أو. إم. في" النمسوية و"بتروناس" الماليزية تعليق العمل في "الحقل 5أ" الذي تبلغ مساحته نحو 20 ألف كيلومتر مربع، بعد تعرضها لهجمات متكررة من ميليشيا جنوبية تحارب الحكومة، ويقودها الكوماندور بيتر غاديت في مناطق اللير وثارجاك، جنوب حقول بانتيو التي تعد أكبر حقول النفط العاملة حالياً في السودان. وانشق غاديت في السنوات الماضية عن ميليشيا مؤيدة للحكومة من قبائل النوير، ثاني أكبر قبائل الجنوب ويقودها اللواء فاولينو ماتيب. ويقود ماتيب الآن قوة تسميها الخرطوم "القوات الصديقة" ويدخل في مواجهات منتظمة مع غاديت. ولا يُعرف ما اذا كان غاديت على علاقة تنسيق مع زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" جون قرنق، الذي أصدر تحذيرات متكررة لشركات النفط واعتبرها أهدافاً مشروعة، لكنه لم ينفذ أي عملية في مناطق انتاج النفط. وعزز اتفاق توصل اليه قرنق مع خصمه رياك مشار، مخاوف من احتمال استهداف النفط السوداني. وتدير شركة لوندين السويدية استخراج النفط والتنقيب في حقل ثارجاك الاول، نيابة عن الشركتين النمسوية والماليزية. وحصلت الشركات النمسوية والسويدية وبتروناس، التي تنشط في مناطق في السودان وتنتج نحو 200 ألف برميل يوميا، على حقوق التنقيب في حقل آخر جنوب "الحقل 5أ"، يعرف باسم "الحقل 5 ب" في منطقة البحيرات. ووصفت مصادر مطلعة هجمات غاديت بأنها عمليات صغيرة من نوع "حرب العصابات"، وتوقعت أن يكون هدفها الابتزاز. وزار مدير الشركة السويدية إيان لوندين الخرطوم أخيراً وأجرى اتصالات، قرر بعدها وقف العمل موقتاً حفاظاً على سلامة موظفيه وممتلكات الشركة الى حين استتباب الأمن. وتتقاسم الشركات الثلاث امتياز التنقيب ب28 في المئة من الحصص لبتروناس و40 في المئة للوندين و26 في المئة للشركة النمسوية والباقي لشركة "سودابيت". وقال لوندين في بيان على موقع الشركة في شبكة إنترنت: "حتى الآن تمكنا من العمل في ظروف آمنة، لكن تدهوراً حصل أخيراً في حال الأمن قادنا الى التوقف موقتاً".