يستعد قطاع الاتصالات والمعلومات في اليمن لانطلاقة جديدة بعد موافقة الحكومة على استراتيجية تطوير الاتصالات في ضوء مواكبة المتغيرات الدولية وتشجيع الاستثمارات المحلية والعربية. وتركز وزارة المواصلات اليمنية في برنامجها الجديد على تنفيذ سلسلة من المشاريع الحيوية لمضاعفة الشبكة الهاتفية المحلية خصوصاً في الريف وتحديث شبكة الانترنت والمعلومات وتراسل المعطيات. وقال وزير المواصلات اليمني عبدالملك المعلمي ل"الحياة" ان الاستراتيجية تهتم بجوانب رئيسية هي تقديم المعرفة للشباب اليمني وتوسيع خدمات الهاتف وتطوير الخدمات المعلوماتية بشكل منافس. واضاف: "لدينا مشروع لتوسعة خطوط الهاتف عبر اضافة 500 ألف خط ما سيضاعف الشبكة عبر 107 ماقع ثابتة و168 موقعاً في المناطق الريفية الامر الذي ستنعكس آثاره اجتماعياً واقتصادياً، بالاضافة الى ذلك هناك مشروع الألياف الضوئية الذي يمتد من اليمن الى جيبوتي وينتشر في معظم المحافظات اليمنية". وأشار تقرير حديث أعدته المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية الى اهتمام السلطات اليمنية بتوسيع الشبكة الهاتفية وادخال تقنيات حديثة لربط خطوط المشتركين البعيدة في القرى والعزل. وبلغ عدد المشتركين في شبكة الهاتف النقال الحكومي 29 ألف شخص بعد اجراء توسعات في محطات البث في صنعاء وعدن. وتعمل في اليمن شركتان للهاتف النقال الرقمي هما "الشركة اليمنية للهاتف النقال" سبأ فون وشركة "سبيستل يمن" وتحتكران الخدمة حتى سنة 2004. ويُقدر عدد المشتركين في الشركتين حالياً بحوالى 60 ألف شخص وهما تأملان مضاعفة الرقم مرات عدة قبل أن ينتهي العقد مع الحكومة اليمنية. وتشير الاحصاءات الرسمية الى أن عدد الخطوط الهاتفية في اليمن حالياً يتجاوز نحو 410 آلاف خط. وقال المعلمي: "ان اليمن يأتي في المرتبة 17 بين الدول العربية من حيث انتشار خدمات الاتصالات". ويصل معدل التغطية عربياً الى ما بين 10 و15 خط هاتف لكل 100 مواطن وفي اليمن يصل الى ما بين خط وخطين لكل 100 مواطن وتتوقع التوسعات الجديدة أن يتحسن المعدل اليمني الى ما بين 4 و5 خطوط لكل 100 مواطن. وتبدأ في شباط فبراير المقبل الخدمة الجديدة لمشروع شبكة الانترنت والمعلومات في اليمن بكلفة تزيد على مليوني دولار. ويهدف المشروع المعروف بتزويد خدمة الانترنت isp الى تقديم خدمات الانترنت بطريقة حديثة وقادرة على استيعاب متطلبات التنمية وخفض التعرفة الحالية وتشجيع الباحثين والدارسين والطلاب على الاشتراك وتحسين الخدمات من خلال المنافسة بين مزودي الخدمة. ويتضمن المشروع تركيب تجهيزات في المرحلة الأولى في خمس مدن يمنية هي صنعاء وعدن وتعز والمكلا والحديدة. ومن خلال هذه التجهيزات ستكون الشبكة جاهزة لتوفير خدمات لحوالى 8 آلاف مستخدم يرتفعون لاحقاً الى 30 ألف مستخدم كما يوفر خدمات البريد الالكتروني. ويهدف المشروع الثاني والمعروف ب"البوابة اليمنية للانترنت" internetgateway حسب وثائق وزارة المواصلات الى بناء بوابة رئيسية لتسهيل وصول جميع مزودي خدمة الانترنت الى شبكة المعلومات العالمية بسعة وسرعة عاليتين، وايجاد آلية فعالة للرقابة وحماية المشترك من الدخول الى المواقع غير المسموح بها التي تخل بالأخلاق والقيم الدينية والاتجاهات السياسية ومنع أي اختراق للشبكة. ويوفر المشروع سعة لحوالى 30 ألف مستخدم قابلة للتوسع الى 80 ألف مستخدم وتأمين امكانية الربط بمرونة عالية لأكثر من 16 مزود خدمة يتوزعون في عموم محافظات الجمهورية وسيتم من خلال التجهيزات الوصول الى مزودي خدمة الانترنت بسرعة. وتعتزم وزارة المواصلات اليمنية تنفيذ مشروع ثالث لتطوير شبكة المعلومات وهو عبارة عن سنترالات تعمل وفقا لتقنية حديثة وتغطي 25 موقعاً في أنحاء البلاد منها ثمانية في العاصمة صنعاء وحدها. وتقوم الشبكة بتراسل المعطيات والمعلومات عبر data network وتستطيع الشبكة ربط المؤسسات والشركات والهيئات والمصالح ببعضها البعض. ويعتبر المعلمي أن تدشين خدمات البوابة اليمنية للانترنت الشهر المقبل خطوة على طريق الحكومة الالكترونية مستقبلا في اليمن. ولا يتجاوز عدد المشتركين في الانترنت في اليمن حاليا 8 آلاف شخص لكن المستخدمين يزيدون قليلا على 50 ألف شخص تقريباً بعد انتشار مقاهي ومحلات الانترنت في صنعاء والمدن الرئيسية. وتحتكر الشركة "اليمنية للاتصالات الدولية" تليمن التي تملك شركة "البرق والهاتف البريطانية" نصف أسهمها خدمات الانترنت والاتصالات الدولية في البلاد. وحددت الشركة تعرفة استخدام الانترنت للدقيقة الواحدة بين 4 و8 ريالات وفقا لحزم مختلفة للاستهلاك، واضطرت الشركة أخيراً وفي اطار مواكبة المنافسة المحتدمة الى خفض كلفة الاشتراك والاستخدام بمعدل 50 في المئة تقريباً. وقال وزير المواصلات اليمني ان الأسعار في مشروع الانترنت الجديد ستكون رمزية حيث ستكون فئات التسعيرة ثلاثة آلاف ريال شهرياً 17.3 دولار وباستخدام مفتوح طوال اليوم أي يصل سعر الساعة كاملة الى أربعة ريالات أو يزيد قليلاً. وتخطط وزارة المواصلات اليمنية لبناء مدينة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في صنعاء ومن المنتظر افتتاحها في ايار مايو المقبل، وتؤكد الدراسات أن المدينة ستكون بمثابة مجمع يُعنى بتنمية تقنيات الاتصالات والمعلومات وصناعة البرمجيات ونواة تمكن الشركات والهيئات والأفراد من الاستفادة من أحدث تقنيات العصر. ويهدف المشروع بحسب معلومات حصلت عليها "الحياة" الى توفير مكان ملائم يضم القطاعات الحكومية والخاصة والتعاونية العاملة في قطاع الاتصالات والمعلومات وتوفير التدريب وتطوير البرمجيات وتسويق وسائل التقنية والتكنولوجيا وتيسير الحصول على المعلومات وتبادلها. ويهتم المشروع بتشجيع الاستثمار الخاص وانشاء مؤسسات متخصصة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والبرمجيات تمهيداً للدخول في الحكومة الالكترونية. وتشمل المرحلة الأولى من المدينة المعهد العام للاتصالات وشبكة تراسل المعطيات ومركز صناعة وتطوير البرمجيات والبوابة اليمنية للانترنت ومركز تنمية المواهب ورعاية المبدعين وقاعة معارض لتقنية المعلومات ونادياً للانترنت. وتتضمن المرحلة الثانية تأسيس مركز المعايير والمقاييس ومراكز تركيب وصيانة الشبكات وشركات متخصصة. واللافت في مشروع مدينة التكنولوجيا أنها تتضمن خدمات تدخل للمرة الاولى الى اليمن منها خدمات "الأديوتكست" وهي تقدم الرد التلقائي بواسطة الكومبيوتر ويمكنها استقبال 660 مكالمة في الدقيقة الواحدة وتشمل خدماتها المعلومات الاقتصادية وخدمات الصحة والسياحة والأخبار الرياضية والخدمات التعليمية بما فيها الدروس الخاصة ونتائج الامتحانات ومعلومات عن السفر والمواصلات ورحلات الطيران والاستفسار عن المخالفات المرورية فضلا عن خدمات الفتاوى والتبرعات وتأشيرات رجال الأعمال. ويشمل المشروع أيضا تقديم خدمة البنك الالكتروني الذي يمكن المواطنين من معرفة وسداد فواتير الهاتف والكهرباء والمياه بالاضافة الى خدمات الريال الالكتروني والبطاقات المدفوعة سلفاً.