أول الكلام: للشاعرة اللبنانية الوهج/ هناء الأمين خاتون: - يعتريني وقتُ مطر حضورك يتهالك في دائرة قلبي... في بوحي أهوى إلى زمن الحديد أنت... ودائرة الشوق/ كلمات للحضور بيني وبينك صحوة للأيام قاهرة وغفوة للكلام!!
يسألني هذا الذي يعاود افتتاح انبهاري بقصيدِه المنثور/ طائر الفينيق، فيكتب لي: - هل رأيت مرة إنساناً من شجرة؟! حلمت انني أدخل شجرة... أتمدَّد هناك كنسغ عذب، وأغدو ثمرة تقتاتها حبيبتي، وتصبح هي المذاق وأنا اللون... ثم وجدتني أولد كلوعة! أتذكّر - يا أبا وجدي - أنني أخبرتك بأن اللوعة لا تشبع منا؟! اللوعة الجائعة، والمرارات المعبوبة بنا... لا الحزن فيها ازدردنا، ولا الشهقة تمردت... فسقمنا! كل جوع يزحف... كريح تسللت من رقعة للصمت كانت مواربة، تلهج في تعبي حتى تستأسد روحه الواجفة! يا إلهي... لا اللوعة تشبع في ارواحنا، ولا المرارات تستعر... لكنما - كأمس - انطفأ نبض طيني، وبكت في سياج المدى كل أرض، وغدونا رهن لحظة: في بياض الجرح... في جسد اللوعة... في ركوع الغمد/ سيفاً خجولاً للخيبة، ثم... ابتسمنا، وضحكنا!!
يا أبا وجدي: هل ستُجيبني: بأي خديعة اجتبانا ذلك الألم... وبأي قرض حقير اشترانا؟! عذرك... أعفر لي وعداً لم أتمكَّنه، سأفعل يوماً... ثق بي، كما أنا أثق بأنك ستغفر لي، ولك قلب كبياض السريرة في قلبك!!
يا أبا وجدي: أتعرف بأني أقف خلف الجدار منذ سنوات؟! هم في الطرف الآخر كأمواج تتلاحق... وأنا كنورس ضلَّ الطريق، كنت موعوداً!! صدقني... لم أتحوَّل يوماً ليباب روح، رغم الوجع المقيت، ورغم استفحال التعب: مضيت لأكون انساناً... همي وهاجسي: أن أحيا انساناً، ولكن... أخبرهم "سهيل ادريس" يوماً بأن: "اصابعنا تحترق"، ويشطرني أنا أيضاً هذا الحزن إليكم!! مسمار واحد رفضت ان تطرقه، رغم انها طرقت كل المسامير... بقي التابوت فاغراً فاه للريح، فأي عطاء يبذل في طرق مسمار واحد؟!
تزحمني الآن قطرات الأسرى في غياب من شرعت هناك؟ حيث الليل!! وتملأني في غياب تلك المرأة التي لا تأتي... فهل كانت عصيَّة في دنيا تلك الليلة؟!! لقد وجدتها في ليل كانت هي بذرة، لكنها من منقار عصفور ختلته رصاصة! أيحق لي أن أطعم خبزاً من غير حقلي؟! ناشدتها - كالسياب - ان تحبني... فكل الذين أحببتهم من قبل: لم يحبوني... والمسمار: ما زال متعباً بلا مكان!! سألتها الرحيل... شرعت نافذة لا ترحل منها سوى العصافير وهي فاقدة اللحن... خافت ان تذهب!!