جددت السلطات اليمنية أمس مطالبتها السلطات البريطانية بتسليم "أبو حمزة المصري" زعيم جماعة "أنصار الشريعة" المقيم في لندن لمحاكمته بتهمة التورط بالتخطيط لأعمال إرهابية عام 1998، كانت تستهدف مصالح غربية في عدن. وأكد مصدر يمني مأذون له أن تجديد هذا الطلب تزامن مع اطلاق محمد مصطفى كامل ابن أبو حمزة البريطاني الجنسية الذي غادر زنزانته في سجن المنصورة في عدن بعدما قضى فترة عقوبة مدتها ثلاث سنوات، بموجب حكم قضائي يمني صدر في أيار مايو 1999. وكانت محكمة دانته بالانتماء إلى جماعة مسلحة والضلوع مع مجموعة من البريطانيين ضمت ثمانية أشخاص وجزائريين بالتخطيط لأعمال إرهابية ضد مصالح أميركية وبريطانية في مدينة عدن. وقال محمد مصطفى كامل ل"الحياة" بعد وصوله الى لندن مساء أمس انه يشعر بالسعادة لعودته الى بريطانيا ولقائه أهله بعد سنوات سجنه في اليمن. أما والده "أبو حمزة" فقال ل"الحياة": "إنني فرح كأب، لكنني حزين كداعية". ورحّب بإطلاق اليمن نجله، قائلاً انه يتمنى ان تكون "الحكومات العربية والإسلامية على مستوى التحدي الذي تواجهه الأمة الإسلامية، وان تبدأ حوارات ومصالحات" مع المعارضات. واعتقل محمد مصطفى كامل في 27 كانون الثاني يناير 1999 مع تونسي ويمني فيما كانوا مختبئين لدى إحدى القبائل في محافظة شبوه جنوب شرقي صنعاء. ونقلوا إلى صنعاء ثم ألحقوا ببقية أفراد المجموعة البريطانية الذين اعتقلوا أواخر كانون الأول ديسمبر 1998 وهم بصدد التحضير لسلسلة تفجيرات في عدن عشية رأس السنة. وحوكم أفراد المجموعة حضورياً بالتزامن مع محاكمة "أبو الحسن المحضار" وجماعته جيش عدن أبين لتورطهم بخطف 16 سائحاً في 27 كانون الأول 1998 في محافظة أبين شرق عدن بهدف الضغط على السلطات لاطلاق البريطانيين المعتقلين في عدن. لكن عملية الخطف انتهت بمقتل أربعة من السياح 3 بريطانيين واسترالي، خلال تبادل للنار مع قوات الشرطة. وتسببت تلك الحادثة في توتر العلاقات بين صنعاءولندن، وأصر اليمن على محاكمة المجموعتين في آن بصفتهما "إرهابيتين". وأصدر أحكاماً في حق أفراد المجموعتين تراوحت بين السجن 7 شهور لثلاثة بريطانيين وثلاث سنوات لنجل "أبو حمزة المصري" وسبع سنوات لثلاثة آخرين، ونحو 15 سنة لعدد من أعضاء جماعة "أبو الحسن المحضار" الذي حُكم بالإعدام ونفذ فيه الحكم في صنعاء في تشرين الأول اكتوبر 2000. وقال مدير أمن عدن العميد صالح طريق إن السجناء البريطانيين الذين يقضون بقية فترة عقوباتهم يعاملون معاملة حسنة، فيما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية أمس ان الحكومة اليمنية "بعثت برسالة إلى السفارة البريطانية في صنعاء بخصوص ترحيل البريطاني المفرج عنه محمد مصطفى كامل الذي غادر مطار عدن في التاسعة صباحاً إلى صنعاء ومنها اتجه منتصف النهار إلى لندن". وأشار إلى أن حكومته "جددت مطالبتها الحكومة البريطانية بتسليم أبو حمزة المصري المقيم في لندن، والمتهم بالوقوف وراء عدد من الأعمال الإرهابية التي نفذت في اليمن عام 1998". في غضون ذلك، علم من مصدر ديبلوماسي غربي أن السفارة الأميركية في صنعاء ستعاود تقديم خدماتها القنصلية في 2 شباط فبراير، علماً أن القنصلية اغلقت منتصف هذا الشهر إثر تلقي "تهديدات" بتعرض السفارة والمصالح الأميركية لخطر هجوم إرهابي. تفجير "كول" وقال ديبلوماسي أميركي إن "التهديدات التي ابلغت بها السفارة تم التعامل معها بجدية"، وتوقع "تهديدات" أخرى. وأضاف ان الأميركيين الذين يحققون مع عناصر من "القاعدة" و"طالبان" اعتقلوا في أفغانستان، حصلوا على "معلومات مهمة" في شأن تفجيرات المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن. وأكد أن هذه المعلومات كشفت جوانب كثيرة كانت غامضة لدى المحققين اليمنيين والأميركيين.