طلبت الحكومة اليمنية من بريطانيا رسمياً أمس محاكمة زعيم جماعة "أنصار الشريعة" أبو حمزة المصري، المقيم في لندن، بتهمة ارتكاب "أعمال وجرائم ارهابية في اليمن أودت بحياة أبرياء بينهم مواطنون بريطانيون". وأبلغ الرئيس علي عبدالله صالح الحكومة البريطانية في رسالة رسمية نقلتها سفيرة بريطانيا في صنعاء فرانسيس جاي، استعداد صنعاء لتقديم كل الأدلة والوثائق التي تدين "أبو حمزة المصري" وذلك في مبادرة يمنية تهدف إلى حل قضية رعايا بريطانيين يقضون عقوبات متفاوتة بالسجن في اليمن، لضلوعهم في تنفيذ "مخططات ارهابية" ضد مصالح يمنية وغربية في هذا البلد. وتسلم الرئيس علي صالح أمس رسالة من الحكومة البريطانية، رداً على رسالة وجهها إليها الأسبوع الماضي، وطالب فيها بتسليم "أبو حمزة المصري" لمحاكمته في اليمن بتهمة الارهاب في مقابل تسليم اليمن لندن السجناء البريطانيين الخمسة الذين يقضون عقوبات في عدن تراوح بين 3 و7 سنوات سجناً. وذكر مصدر رسمي يمني أن "الرسالة التي نقلتها إلى علي صالح السفيرة فرانسيس جاي، تضمنت رفض بريطانيا مطالبة اليمن بتسليم أبو حمزة، وأوضحت ان القوانين البريطانية لا تسمح بتلبية الطلب بتسليم أبو حمزة لمحاكمته أمام القضاء اليمني، مشيرة إلى عدم وجود اتفاق أمني بين البلدين لتبادل تسليم المجرمين". وحمّل الرئيس علي صالح السفيرة رسالة جديدة إلى حكومتها، ضمّنها طلب محاكمة "أبو حمزة" أمام المحاكم البريطانية "لما اقترفه من جرائم وأعمال ارهابية أودت بحياة عدد من الأبرياء وفي مقدمهم عدد من المواطنين البريطانيين". وأكد الرد البريطاني حرص لندن على تطوير العلاقات مع صنعاء والتعاون في مجال مكافحة الارهاب. يذكر أن القضاء اليمني كان دان البريطانيين الخمسة أواخر عام 1999 بالتخطيط لتنفيذ أعمال ارهابية، وبعث ذووهم أواخر العام الماضي بطلب إلى الرئيس اليمني للتدخل من أجل تخفيف عقوباتهم، كما زار صنعاء وفد من الخارجية البريطانية في تشرين الأول اكتوبر الماضي، وبحث مع المسؤولين سبل كسر الجمود في العلاقات بين البلدين، منذ حادثة خطف السياح الغربيين الستة عشر أواخر عام 1998، على يد جماعة متطرفة كان يتزعمها "أبو الحسن المحضار" تطلق على نفسها "جيش عدن الإسلامي". وانتهت عملية الخطف باشتباكات بين الخاطفين وقوات الشرطة اليمنية في منطقة أبين شمال شرقي عدن، قتل فيها أربعة من السياح ثلاثة بريطانيين واسترالي. واتهمت الحكومة اليمنية بريطانيا بإيواء متطرفين ارهابيين، على رأسهم "أبو حمزة المصري" الذي كان ابنه بين الذين قبضت عليهم السلطات اليمنية قبل خطف السياح وبعده، وعددهم عشرة كانوا بصدد التحضير لتنفيذ سلسلة من التفجيرات ضد "مصالح أميركية وبريطانية، ومصالح يمنية في عدن"، ونسقوا مع "جيش عدن الإسلامي".