وصل إلى عدن أمس فريق محققين بريطانيين من سكوتلنديارد لاستكمال تحقيقات بدأوها في صنعاء، وينتظرون الحصول على إذن من وزير الداخلية اليمني اللواء حسين محمد عرب ليلتقوا أبو الحسن المحضار زعيم "جيش عدن الإسلامي" ورفاقه الذين يحاكمون في أبين. ويسعى الفريق أيضاً إلى لقاء ثمانية بريطانيين وجزائريين يحاكمون في عدن لمعرفة علاقتهم ب"أبو حمزة" المصري الذي تتهمه السلطات اليمنية بالتورط في أعمال تخريب وارهاب. وواصلت محكمة الميناء الابتدائية في عدن أمس محاكمة البريطانيين الثمانية والجزائريين بتهمة التخطيط لأعمال ارهابية في اليمن، واستمعت إلى المتهم الرابع الذي انكر اعترافات أدلى بها أمام النيابة العامة، وقال إنها انتزعت منه بالإكراه. وكان فريق سكوتلنديارد بدأ في صنعاء قبل بضعة أيام جمع معلومات من الأجهزة الأمنية اليمنية تتعلق بتورط "أبو حمزة" زعيم هيئة "أنصار الشريعة" مقرها لندن بأعمال تخريب ومخططات ارهابية ضد المصالح الأميركية والغربية عموماً في اليمن. ويسعى الفريق أيضاً إلى التحقق من تورط "أبو حمزة" بخطف السياح الغربيين في محافظة ابين أواخر العام الماضي، وقتل اربعة منهم على يد جماعة متشددة تطلق على نفسها "جيش عدن - أبين الإسلامي" بزعامة زين العابدين المحضار أبو الحسن. وأكدت مصادر مطلعة في صنعاءوعدن ل"الحياة" أمس أن السلطات اليمنية لم تسمح بعد لفريق سكوتلنديارد بمقابلة المتهمين البريطانيين الثمانية وبينهم نجل "أبو حمزة"، وكذلك لقاء أبو الحسن المحضار. وأضافت ان السلطات ما زالت تدرس تلبية طلب الفريق، علماً ان الحكومة اليمنية كانت طلبت من السلطات البريطانية في كانون الثاني يناير الماضي تسليمها "أبو حمزة" لمحاكمته نظراً إلى وجود "أدلة دامغة" تثبت ضلوعه في "أعمال ارهابية" في اليمن. إلى ذلك، أنكر عبدالرحمن الجزائري الذي يحمل الجنسية الفرنسية اعترافاته أمام النيابة العامة بعد اعتقاله في 23 كانون الأول ديسمبر الماضي، وقال أمام المحكمة أمس إن كل هذه الاعترافات أخذت منه "تحت الضغط والتعذيب". وتضمنت أقواله في المحاضر التي قدمتها النيابة تفاصيل متكاملة منذ دخوله اليمن ومشاركته في عصابة مسلحة بقصد التفجير والتخريب في عدن، ومعلومات عن تدريبه في معسكر في محافظة شبوة.