سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر صحافية تتوقع دعوة اميركية لوقف الاستيطان واعلان "فتح" و"القوة 17" ضمن تنظيمات "ارهابية" . ارتياح اسرائيلي الى موقف بوش من السلطة واتصالات سرية مع فلسطينيين للبحث في خلافة عرفات
سارعت اسرائيل الى التعبير عن ارتياحها الى اعلان الناطق بلسان البيت الأبيض هاري فلايشر تفهم الرئيس جورج بوش حصار الرئيس ياسر عرفات في رام الله والخطوات الأخرى ضد سلطته. وتصدر الإعلان عناوين كبرى الصحف العبرية، وفاخرت وزارة الخارجية بما اسمته نجاح حملتها الديبلوماسية "مع ضرورة التصرف بحذر في المستقبل لتجنب تعطيل هذا الانجاز". ونقلت مصادر رفيعة قريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون ارتياحه العميق لموقف الرئيس الاميركي وتطابق الآراء بينهما، واضافت ان شارون يعتبر الفترة الراهنة في العلاقات بين اسرائيل والولاياتالمتحدة "شهر عسل" اكدته دعوة بوش له لزيارة الولاياتالمتحدة في السابع من شباط فبراير المقبل. وقالت مصادر صحافية ان الولاياتالمتحدة "الغاضبة على الرئيس الفلسطيني" لن تتخذ حالياً خطوات درامية تجاه السلطة الفلسطينية ورئيسها مثل قطع العلاقات الديبلوماسية معهما، لكنها لن تترد في اعلان سلسلة اجراءات تضيق الخناق على الرئيس الفلسطيني. وقالت الاذاعة العبرية امس ان الاميركيين لن يعلنوا اجراءاتهم هذه قبل زيارة شارون لواشنطن. واضافت ان أوساطاً سياسية اسرائيلية تتوقع ان تشمل الاجراءات المرتقبة اعلان حركة "فتح" و"القوة 17" ضمن تنظيمات "ارهابية"، اضافة الى تكرار المطالبة الاميركية لعرفات بتفكيك البنى التحتية لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وعزت الاذاعة التشدد الاميركي الى علاقة الرئيس الفلسطيني بسفينة الأسلحة "كارين ايه" ما أدى الى "تدهور صدقية عرفات في نظر الاميركيين الى حضيض غير مسبوق". واضافت ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول وصف عرفات ب"ناكر الجميل"، خصوصاً بعد خطابه المؤيد اقامة دولة فلسطينية. ونسبت الاذاعة الى أوساط في الادارة الاميركية اعتقادها وجوب ان تتوقف اسرائيل عن توسيع المستوطنات وان تقدم افقاً سياسياً بعد وقف النار مع الفلسطينيين. وقالت صحيفة "هآرتس" امس ان وزارة الخارجية الاميركية، لا تزال ترى في الرئيس الفلسطيني العنوان المناسب "على رغم الاشكاليات في سلوكه" وانها لا ترى بديلاً له في الوقت الراهن. لكن صحيفة "معاريف" اشارت الى ان شارون يصر على حسم المعركة مع عرفات "وهي معركته الثانية والأخيرة" في القريب العاجل. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها ان الحديث هو عن معركة شخصية بين الرجلين. وكتب المعلق العسكري المعروف في "هآرتس" زئيف شيف ان الاستراتيجية الوحيدة التي يملكها شارون تنحصر في اطاحة الرئيس الفلسطيني "ما يعرض اسرائيل الى مخاطر اتساع رقعة المواجهة العسكرية". وتابع ان من الخطأ ان تنتظر اسرائيل صعود "جيل منفتح" من الفلسطينيين الى السلطة، وهي مسألة تروج لها الدولة العبرية في الأشهر الأخيرة. وفي السياق ذاته، افادت صحيفة "يديعوت احرونوت" في ملحقها السياسي أمس ان لقاءات سرية تمت في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولين اسرائيليين ومن سمتهم "المرشحين المفترضين" لخلافة الرئيس الفلسطيني بهدف البحث في مسألة خلافة عرفات. وحسب الصحيفة، فإن اللقاءات تمت من منطلق افتراض شعبة الاستخبارات العسكرية ان حلاً سلمياً للمواجهات لن يتم "طالما بقي عرفات على كرسيه". وزادت ان مسؤولين أمنيين وآخرين سياسيين قريبين من شارون شاركوا في اللقاءات المذكورة، فيما ضم الوفد الفلسطيني شخصيات بارزة مثل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ورئيسي الأمن الوقائي في الضفة الغربية وقطاع غزة محمد دحلان وجبريل رجوب وأحمد قريع ورجالات فكر واكاديميين. وقالت الصحيفة ان نقطة الانطلاق في هذه اللقاءات ان عرفات أضحى في عداد الماضي "انه أمر لا رجاء منه". واضافت انه للمرة الأولى يجرؤ الفلسطينيون المشاركون في التحدث عن مسألة الوراثة والاستعداد ل"اليوم التالي". وتنسب الصحيفة الى أن الرجوب ودحلان نسقا المواقف بينهما لتفادي "حرب فلسطينية أهلية"، وان الرجلين توصلا الى تفاهم يقضي بإقامة قيادة ثلاثية ترويكا يتزعمها رئيس يرجح ان يكون أحد الاثنين: محمود عباس أو أحمد قريع. وتنقل "يديعوت احرونوت" عن مسؤولين في الاستخبارات العسكرية زعمهم انهم لن يتدخلوا في تنصيب الوريث "لكنهم يعتبرون دحلان اكثر القادة الفلسطينيين براغماتية وجرأة ولم يتردد في توجيه انتقادات مباشرة الى عرفات، بعكس محمود عباس المعروف بمواقفه الجريئة والمعتدلة وليونته، لكنه يخشى مواجهة عرفات". اما السؤال الذي يحير هؤلاء المسؤولين العسكريين فيتعلق برد الشارع الفلسطيني وقبوله أو عدم قبوله لرئيس جديد.