} بيروت - "الحياة" - كثفت الاجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية أمس تحرياتها لكشف ملابسات عملية اغتيال الوزير والنائب السابق ايلي حبيقة ومنفذيها والمخططين لها، فيما اتسعت ردود الفعل التي تربط بين ازاحته وبين اعلانه الاستعداد لإبراز وثائق عن مجزرة صبرا وشاتيلا أمام المحكمة البلجيكية الخاصة التي تحقق في دعوى رفعها ضحايا المجزرة لديها ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون لمسؤوليته عنها. راجع ص5 و15 وفيما ساد الحزن عائلة حبيقة وأنصاره قبل ان يوارى مع ثلاثة من مرافقيه الذين قضوا معه أول من أمس، فان كبار المسؤولين اللبنانيين كرروا أمس ان اصابع الاتهام موجهة نحو اسرائيل لأن الراحل كان سيشهد ضد شارون. لكن المصادر الرسمية أكدت حرص رئيسي الجمهورية إميل لحود والحكومة رفيق الحريري على طمأنة الرأي العام الى ان عملية الاغتيال لن تؤثر في الأمن. كما نقل عن لحود قوله في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس ان لا عودة الى الوراء في ما يخص الأمن على رغم هذه الجريمة الفظيعة التي استهدفت الوزير السابق. كما دعا لحود وزير الداخلية الى تنفيذ تدابير أمنية لا تسبب خوفاً أو مضايقات للمواطنين واعتماد اجراءات عادية مع إبقاء العين ساهرة. وبينما تواصلت عملية رفع انقاض الدمار الذي نجم عن انفجار السيارة المفخخة التي مزق انفجارها جسد حبيقة ورأسه وبتر ساقه اليسرى وحرق يده اليسرى، مع مرافقيه، اكد النائب العام التمييزي عدنان عضوم في لقائه مع الصحافيين بعد الظهر ان التحقيق سري للغاية وان هناك معطيات محددة يجري التدقيق فيها، ويتم الاستماع الى عدد من الاشخاص، منهم جيران لحبيقة. وفي وقت أُطلق فيه موقوف اشتبه به بسبب وجوده في المنطقة لحظة الانفجار بعدما تبين ان لا علاقة له بالعملية، أكد عضوم للصحافة ان لا موقوفين حتى الآن. كما نفى ما ذكر في وسائل اعلام من ان احد مرافقي حبيقة متوارٍ. وقال: "وردت معلومة ان الرجل كان موجوداً في المنطقة واختفى ثم ذهبوا الى منزله فوجدوه وبالتالي لم يختفِ". وأوضح ان هناك خيوطاً تتجمع لدى التحقيق وهو ليس موجهاً ضد مجموعة محددة. وأوضحت مصادر قضائية ل"الحياة" ان المحكمة العسكرية التي تتولى التحقيق في الحادث لم تتلق اي جواب على الاستنابات القضائية التي احيلت على الاجهزة الأمنية التي تواصل تحرياتها. ولفتت هذه المصادر الى الاحتراف العالي لمنفذي العملية، مشيرة الى ان الرقم الجمركي أزيل عن سيارة المرسيدس المستخدمة في التفجير وهي الدليل الوحيد لمعرفة صاحب السيارة. لكن مصادر التحقيق اشارت الى انه تم التعرف على رقم الهيكل الذي قاد الى صاحب السيارة فتبين انه باعها الى شخص مجهول الهوية الحقيقية منتحل اسم. واتجهت الأنظار الى بلجيكا التي شهدت اهتماماً مميزاً بعملية اغتيال حبيقة. وأكد عضو مجلس الشيوخ البلجيكي فنسنت فان كويكنبورن في حديث لصحيفة "ويستندار" في بروكسيل كان التقى حبيقة في لبنان الثلثاء الماضي مع وفد نيابي بلجيكي ان هذا الأخير أبلغه رسمياً رغبته بالحضور الى بلجيكا للإدلاء بشهادته وكشف الحقائق عن مجزرة صبرا وشاتيلا.