استقبلت الكويت امس الرئيس حسني مبارك الذي يشاع انه يحمل مبادرة صلح بين الكويتوبغداد، بحملة انتقادات للنظام العراقي متهمة اياه ب"تخريب كل محاولات لم الشمل العربي". وقال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجارالله في تصريحات في العاصمة القطرية تزامنت مع وصول مبارك الى الكويت: "في كل مرة يبدأ فيها التضامن العربي بالعودة، يسحق العراق كل الآمال لهذه العودة عن طريق تصريحات مسؤوليه" في اشارة الى حديث بغداد مجدداً عن تبعية الكويت للعراق راجع ص2. ورافق مبارك في زيارته القصيرة للكويت، وزير الخارجية عمرو موسى ووزير الاعلام صفوت الشريف ومستشار الرئيس أسامة الباز. وسيعقد الرئيس المصري جولة محادثات صباح اليوم مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، يتوقع ان يكون الشأن العراقي على رأس مواضيعها، وكذلك المسائل الاقتصادية وأوضاع أفراد الجالية المصرية الذين يقدر عددهم ب280 ألفاً. وكانت أنباء تواترت عن مبادرة عربية للصلح بين الكويتوالعراق يقودها مبارك، لكن مصادر الحكومة الكويتية لم تعلق مباشرة على هذه المعلومات. وجاءت تصريحات الجارالله في قطر لتعكس التشاؤم الكويتي الكامل من امكان تحقيق تقارب مع بغداد، خصوصاً مع استمرار الجمود في ملف الأسرى. ونفى الجارالله بشدة اشاعات عن ان زيارته قطر والتي اعقبت زيارة نظيره العراقي نزار حمدون الأحد، تتصل بمشروع تقارب مع العراق. ونفى رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي امس علمه بوجود مبادرة يحملها مبارك للمّ الشمل العربي، لكنه قال: "الكويت سباقة في مثل هذا التوجه، واذا كان يقصد بلم الشمل الوضع بين الكويتوالعراق فموقفنا واضح، ولا بد من مصارحة والتزام عراقي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن". يذكر ان مبارك توجه الى العاصمة الكويتية في ختام زيارة قصيرة لتونس استمرت 24 ساعة، ونسبت وكالة الانباء التونسية الى ناطق باسم الرئاسة ان الرئيس المصري ونظيره التونسي زين العابدين بن علي حضا على "وضع حد لمعاناة الشعب العراقي الشقيق من الحظر الدولي، في اطار الشرعية الدولية"، وشددا على ضرورة رفع العقوبات عن ليبيا فوراً. وأوضح الناطق ان الرئيسين ناقشا التنسيق العربي، وكذلك تعثر عملية السلام، مؤكدين ضرورة "تأمين الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني". وفي القاهرة، ربطت أوساط مصرية بين جولات مبارك التي كان بدأها منتصف الشهر الماضي بزيارة سورية ثم السعودية وسلطنة عمان، وبين مناقشة الملف العراقي، والمستجدات في المنطقة خصوصاً الاحتمالات المتوقعة في حال فوز زعيم ليكود ارييل شارون في الانتخابات الاسرائيلية. ونقلت وكالة "رويترز" عن الوزير موسى قوله إن ليست لدى القاهرة مبادرة محددة لتسوية الخلاف بين العراقوالكويت وان ذلك ليس هدف زيارة مبارك. ورفض "التصعيد" ضد الكويت، خصوصاً قول نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان خلال زيارته القاهرة أخيراً ان غالبية العراقيين تؤيد دعوة عدي صدام حسين الى إعداد خريطة "العراق الكبير" لتضم الكويت.