أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بنتائج محادثاته أمس مع الرئيس العراقي صدام حسين الذي حمّله "أفكاراً" لتسوية الأزمة مع الكويت ورسائل إلى القادة العرب والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. واكتفى موسى بالقول انه سينقل "موقفاً مهماً بحذافيره"، فيما أكدت دوائر مطلعة في بغداد ان هناك "مبادرة عراقية" تختص بالعلاقات مع الكويت وتهدف الى اغلاق ملف الأسرى والمفقودين، وقد تشكل الخطوة الأهم على طريق تحقيق مصالحة بين العراق وكل من الكويت والسعودية. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أكد في وقت متقدم ليل الجمعة ان بغداد "أدت ما عليها من التزامات في القمة العربية في عمان، ولديها نية صافية في تحقيق المصالحة العربية في القمة المقبلة" في بيروت. وتحدث وزير الخارجية العراقي ناجي صبري عن "غزل مع الأشقاء" في السعودية، مشدداً على ضرورة احياء التضامن العربي راجع ص2. وتزامن لقاء الرئيس العراقي والأمين العام للجامعة أمسوأجواء التفاؤل التي أشاعها في بغداد، مع أجواء معاكسة عبرت عنها انطباعات رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد عن نتائج محادثاته مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض. ونقل عن اجاويد الذي عاد الى أنقرة أمس أن الرئيس الأميركي مصمم على اطاحة صدام وأبلغه أنه "لا يحتمل العيش" في وجود الرئيس العراقي في السلطة. الى ذلك أعرب الأمين العام للجامعة عن ارتياحه الى نتائج اجتماعه مع الرئيس العراقي، وقال: "ما ناقشناه خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين كان مفيداً جداً". واتفق وزير الخارجية العراقي ناجي صبري مع موسى في تصريحات صحافية مشتركة على أن زيارة الأخير كانت "ناجحة بكل المقاييس". وعلمت "الحياة" أن موسى عرض على صدام "حزمة أفكار" منها ما هو مرتبط بالشق الدولي أي قرارات مجلس الأمن والتهديدات الأميركية للعراق، وما يتعلق بالشق العربي أي "الحالة بين العراقوالكويت". واعتبرت مصادر سياسية في بغداد ان توقيت الزيارة كان "في أكثر اللحظات ملاءمة لجهة نجاح جولة موسى الأخيرة" التي ساعد خلالها في إنهاء الخلاف الليبي - اللبناني على مكان انعقاد القمة العربية، فيما مهدت بغداد أجواء الزيارة بحرصها على عدم فتح "جبهات" مع الدول العربية، إذ أن خطاب صدام في ذكرى حرب الخليج لم يتعرض لأي دولة عربية. وشددت المصادر على أن الأفكار التي حملها موسى إلى بغداد "أقل من مبادرة وأكثر من تشاور"، وأنها وجدت صدى لدى المسؤولين العراقيين. وزادت أن صدام رد على هذه الأفكار وحمّل موسى "رسائل" الى الأمين العام للأمم المتحدة والى القادة العرب، مشيرة الى وجود تجاوب في ردود صدام على أفكار الأمين العام للجامعة والتي سيضمنها موسى في تقرير عن "الحالة بين العراقوالكويت"، يقدمه الى القمة العربية في بيروت في آذار مارس المقبل. وكان موسى طرح أمام صدام "الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة"، وقال بعد اللقاء ان المحادثات كانت ايجابية و"طلب مني أن أتحدث وأنقل موقفاً معيناً ونقاطاً محددة الى أنان والقادة العرب، ومنها ما يشكل موقفاً مهماً سأنقله بحذافيره وبكل نقاطه"، رافضاً اعطاء توضيحات، ومشيراً الى أنه سيواصل مناقشة ملف "الحالة بين العراقوالكويت".