أوضح السيد حامد البياتي، ممثل "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق، ان الهيئة العامة للمجلس التي تعقد اجتماعاتها خلال الأيام المقبلة ستدرس استحقاقات المرحلة المقبلة في ضوء الاستعداد الدولي لتحريك الملف العراقي. وقال البياتي ل"الحياة" ان أحداث 11 أيلول "جعلت الولاياتالمتحدة تعيد النظر في سياستها حيال العالمين العربي والاسلامي، وفرضت مفهومها للارهاب"، وبالتالي فإن الهيئة العامة للمجلس ستدرس انعكاسات هذا التغيير على الوضع العراقي و"احتمال توجيه ضربة عسكرية للعراق لإعادة المفتشين الدوليين ومواصلة سياسة الاحتواء للنظام العراقي أو اسقاطه"، وستحدد التوجهات السياسية والإعلامية والعسكرية لمواجهة التطورات المحتملة. وسئل البياتي أين وصلت العلاقة بين "المجلس الأعلى" وواشنطن، فقال ان دور الولاياتالمتحدة "يجب أن يكون من خلال الأممالمتحدة، لأنها عضو دائم في مجلس الأمن، وطالما أنها تتدخل بغرض تطبيق قراراته فنحن نريدها ألا تنفرد بل أن تتحرك من خلال هذا المجلس، وهذا ما يقرّه العالم ولا خلاف عليه. أما ان تكون أميركا وحدها فهذه حال غير مقبولة. فهي وكل دول العالم مسؤولة عن حماية الشعب العراقي من ممارسات النظام العراقي". وأكد انه منذ 11 أيلول "لم تتصل بنا الإدارة الأميركية في خصوص متابعة ملف العراق أو في أي قضية تتعلق بالتغيير في العراق". وعن احتمالات الضربة العسكرية توقع البياتي ان تعمد الولاياتالمتحدة أولاً الى تحديد موعد لعودة المفتشين الدوليين الى العراق "وذلك بعد توسط عدد من الدول، منها دول عربية، لاقناع بغداد بقبول المفتشين، وفي حال رفضت فإن أميركا ستوجه ضربة للعراق قد تكون موجهة لتدمير ما يسمى أسلحة الدمار الشامل ولإضعاف النظام وإرجاعه الى "صندوق الاحتواء" الذي حاول الخروج منه، أو قد تكون الضربة لاسقاط النظام والمجيء بنظام بديل منه". كيف يتصور البديل؟ يقول البياتي ان الأميركيين "يفضلون ان تتزامن الضربة العسكرية مع تحرك داخل الجيش العراقي ضد نظام صدام، ما يعني انهم لا يزالون يفضلون بديلاً من الجيش". وأضاف: "لا اعتقد أن هذا هو الحل المناسب، وهو لن يوفر الاستقرار والأمن في العراق، والمطلوب حكم يعكس طموحات الشعب. فأميركا جربت الانقلابات منذ غزو الكويت وربما تفشل هذه المرة ايضاً في تحريك الجيش العراقي. قد تقوم باتصالات وبتحريضات وقد تفشل". ويطرح البياتي تصوراً آخر للتغيير "من خلال قوى المعارضة العراقية بالاضافة الى الجيش، فضلاً عن حماية دولية من خلال تطبيق القرارات"، مشيراً الى التجربة التي حصلت في افغانستان حيث اعتمدت أميركا على تحرك قوى معارضة على الأرض بعد أكثر من شهر من القصف الجوي المكثف. ويرى البياتي ان للدول العربية والاسلامية المجاورة للعراق دوراً يمكن أن تقوم به في التغيير المطلوب داخل العراق "بدلاً من الاعتماد على أميركا وحدها". ويشدد على "ان نظاماً ديموقراطياً دستورياً تعددياً هو لخير العراق وخير المنطقة ويؤسس لحال سلم مع دول الجوار لأن العلاقات العربية ستبقى أولوية طبيعية لأي نظام في العراق".