دخلتُ بثوب اللغة وخرجتُ ملساء الجلد السماوات تشير إليَّ خذي طفلك الأربعيني واجمعي الندى فجمعتكَ قطرةً قطرة تراجفتُ بمراهقة الهواء صعدتُ اليكَ أخفض بصر الرعد وألتوي إسوارةً عائدة من ظلها الشوارع... بربرية الحزن تخنق حتى أزرار القميص. وأنا وزهرتي التي بحجم النسر نصافح إعياء الظن، ونغني لبياضكَ الكسلان. يا من تقرعُ الطبلَ يا من تشجَّرتَ بي رقدتُ بجوارِكَ متعرجة الصبر عبثاً أهنئك بأحمري فرحلتُ بكَ أمزق شيئاً مبلّلاً أو طيراً بدويّ الوكر فلم أجد غير سرير الريح المشبوه. يا إلهي ثمرُ التين عاشقٌ لا يراه الغصنُ مشنوقَ الطراوة والجذرُ يبيعُه صفقةً خاسرة. ألوي عنقي طفلاً طيرٌ والجراحاتُ ريش أتفلّع صَدَفةً عضها الوليد وأعصرُ لذّة نارٍ وقمر تسيل دمائي كستنائية الطمي قرنفلية الظل أمزجهما سوراً لقلقك والتماثيل تخطو بلاداً من السهل أن أرتدي نظّارة لأراك تعطي زهرة قرعاء قبعةً فالزحام فمٌ خارجٌ من غليون. على صفحات المحلات لا أرى أرضاً تتألم لماذا لا نصدق أن الوطنَ في المنعطفات فأرٌ يرمون له قطعة كعك؟ يا من تضع الأمشاط بالشوارع وتبيع اليقين بخرافة لحوافر الرصاص جبلٌ لا يتشاغل بالخمر أعرني رجولتك لأنقض اشتهاءً ممزق الركض. يا حصاداً لا يعبر المرحلة كلكم بعيد عن المطر كلكم يفتل شواربَ نواتِه بعيداً عن نارٍ أحتاجها مذنّبةً لهزهزة الجواد تزفرُ كشهقتي حين ودعتُه ومددتُ مديةً كي أكون رشيقة. فوق بعضي أرصفُ بعضي أتوسلُ الله يا من أراك في منابع الساهمات يرفع كتفه زورقاً ويسلخُ المغاسلَ بالصهيل وأعودُ يا ألله يا ربَ الذكرياتِ وصفٍ خريفي التفيؤ لاذعٌ لا يعرف طعم قمحةٍ نبتت فوق وسادتي. أي صديقتي يا عنقي المذبوح هذه البراغيثُ تستطيبُ النومَ على القفا فلنغرد لعشاقٍ مجهولين ونصّاعد فماً يلتقطُ المطر. لندن - وفاء عبدالرزاق شاعرة عراقية