أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الاشتراعية في بلغاريا والتي اجريت أمس ، فوز «حزب المواطنين للتنمية الأوروبية لبلغاريا» (يمين وسط) بزعامة رئيس بلدية العاصمة صوفيا بويكو بوريسوف بنسبة 8 ,41 في المئة من أصوات الناخبين، ما يجعله يهيمن على 118 مقعداً في البرلمان البلغاري الذي يضم 240 نائباً. وحلّ «الحزب الاشتراكي» بزعامة رئيس الوزارء سيرغي ستانيشيف في المركز الثاني بنسبة 18،4 في المئة من الأصوات، وحزب «حركة الحريات والحقوق» الذي يمثل البلغار المتحدرين من أصول تركية ثالثاً (14،5 في المئة)، وتلاه «حزب آتاكا» (الهجوم) القومي المعادي للأجانب والاتحاد الأوروبي (9،4 في المئة)، و «الائتلاف الأزرق» بزعامة ملك بلغاريا السابق سيمون كوبرغوتا (5،8 في المئة). وينص القانون البلغاري على اختيار 209 نواب بالانتخاب النسبي من اللوائح و31 نائباً بالانتخاب الفردي. ويتوقع أن يشكل بوريسوف (50 سنة) الذي بدأ حياته العملية حارساً شخصياً لجيكوف، آخر زعيم شيوعي حكم بلغاريا ويلقب بالرجل الوطواط بسبب حماسه الشديد للعمل وحسم الامور، الحكومة البلغارية الجديدة بالتعاون مع «حركة الحريات والحقوق» أو «التحالف الأزرق». واجاب بوريسوف على سؤال هل سيشغل منصب رئيس الوزراء البلغاري بدلاً من رئيس الحكومة الاشتراكية المنتهية ولايته سيرغي ستانيشيف، بالقول: «أي جواب آخر مع نتيجة الانتخابات الحالية سيعني انني لا اتحمل المسؤولية في هذه الفترة الصعبة من تاريخ البلاد». واضاف بعد اعلان فوز حزبه الذي توقعته استطلاعات الرأي بعد هبوط شعبية الحزب الاشتراكي الحاكم بسبب الازمات الكثيرة في البلاد: «سأبدأ في اقرب وقت محادثات تشكيل حكومة ائتلافية تعمل على إصلاح أجهزة الدولة ومحاربة الكساد الاقتصادي وتنظيف بلغاريا من الفساد والجريمة المنظمة، وزج اللصوص في السجن». وتفيد معلومات صحافية في بلغاريا بأن حكومة بوريسوف ستبدأ سريعاً محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض، وستقلص حجم الانفاق الحكومي في مسعى الى انعاش اقتصاد بلغاريا. ويرى المراقبون في بلغاريا أن بوريسوف سيواجه صعوبة كبيرة في تحقيق وعوده الانتخابية بسبب التدهور الاقتصادي الكبير الذي نتج من تشديد الاجراءات تلبية لمطالب الاتحاد الأوروبي، والتي يتحمل غالبية المواطنين البلغار معاناتها، ما أدّى الى حال من الاستياء العارم من الحكومة الاشتراكية، في حين تتحكم عصابات المافيا فعلياً بالسلطة في البلاد. وتسري شائعات عن علاقة بوريسوف نفسه بعدد منها، في وقت دفع تفشي الجريمة في بلغاريا الاتحاد الاوروبي الى قطع مساعداته عن البلاد العام الماضي.