توافقت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" ان اتفاقهما امس في سويسرا على وقف النار في منطقة جبال النوبة في وسط السودان يمكن ان يكون مثالا صالحا للتكرار في جنوب البلاد لوقف الحرب المستمرة منذ 19 عاما. ووقع وفدا الجانبين الاتفاق الذي رعاه مسؤولون أميركيون وسويسريون في مفاوضات استمرت خمسة أيام في بلدة بورغنستوك في وسط سويسرا. تفاصيل ص 5. وعلمت "الحياة" أن ممثلين لأميركا وسويسرا وبريطانيا والنروج سيشاركون في عملية مراقبة تنفيذ الاتفاق التي تتولاها لجنة عسكرية تضم ثلاثة ممثلين لكل طرف ورئيس محايد يساعده نائبان. ولم تستبعد مصادر مطلعة انضمام دول اوروبية اخرى وكندا الى عملية المراقبة. وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها مراقبون أجانب لاتفاق لوقف النار في السودان. وبالتوصل الى هذا الاتفاق تتحقق ثلاثة من اربعة اقتراحات قدمها المبعوث الاميركي الى السودان جون دانفورث الذي أنهى أول من أمس جولة استمرت اسبوعا، صرح في اثرها بانه غير متأكد من مدى جدية اطراف النزاع في إحلال السلام. وردت الخرطوم بعنف على انتقادات دانفورث لها في القاهرة بشأن رفضها اقتراحه وقف القصف الجوي. ويغطي الاتفاق الجديد مساحة تصل الى 80 ألف كيلومتر مربع تعرف باسم جبال النوبة، وتشمل ولاية جنوب كردفان ومحافظة لقاوة في ولاية غرب كردفان. ويشمل انسحاب قوات حكومية وأخرى تابعة للحركة من مناطق خاضعة لسيطرتها.