} أعلنت باكستان انها ستتحرك "وفقاً لصحة" المعلومات التي قدمتها الهند لتقرير مصير هنود مدرجين على قائمة من 20 شخصاً تتهمهم نيودلهي بالارهاب وتطالب بتسليمهم، مشيرة الى ان لديها قائمتها الخاصة بارهابيين ستسلمها الى الهند. فيما أعلنت مصادر أميركية ان البلدين تعهدا تسوية الازمة بالسبل الديبلوماسية. إسلام آباد، نيودلهي - أ ف ب، رويترز - قال وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز في مؤتمر صحافي مع نائب رئيس الوزراء الكندي جون مانلي ان لباكستان قائمتها الخاصة بالارهابيين المفترضين وترغب في ان تقوم الهند بتسليمهم وسترفعها الى نيودلهي "في الوقت المناسب". وأضاف: "سندرس حالات الهنود الذين يفترض ان يكونوا في باكستان ومحاولة تحديد مكان وجودهم ودرس المعلومات التي قدمتها لنا عنهم الحكومة الهندية والتحرك وفقاً لصحتها". وزودت الهندباكستان معلومات تعود الى 1981 عن هؤلاء الاشخاص، أكد عزيز ان بلاده ستدرسها "بعناية فائقة". ومعلوم ان تسليم 20 ارهابياً مفترضاً يحملون الجنسية الهنديةوالباكستانية من ابرز المطالب الهندية للخروج من الأزمة الحالية التي اوصلت الدولتين النوويتين الى شفير الحرب. وتجنب عبدالستار الاجابة عن سؤال يتعلق بحصيلة زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى الهندوباكستان والتي رمت الى خفض التوتر بين البلدين حول كشمير. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت كندا تساند اقتراح إسلام آباد ارسال قوة متعددة الجنسية لحفظ السلام الى كشمير، قال نائب رئيس الوزراء الكندي انه لا يمكن فرض مثل هذه القوة وان مهمتها لن تنجح الا بموافقة الجانبين. وأوضح: "قوات حفظ السلام فعالة حيث يمكن ارساء سلام دائم يقوم على اساس اتفاق بين الاطراف المعنية". وترفض الهند تدخل اطراف اخرى لتسوية قضية كشمير التي تقطنها غالبية من المسلمين، معتبرة انه يجب تسويتها بين إسلام آباد ونيودلهي. وسيزور نائب رئيس الوزراء الكندي الذي التقى الرئيس برويز مشرف الهند غداً. وعلى رغم ان قوات البلدين تبادلت اطلاق النار في شكل مكثف ليل أول من أمس، بدا ان شبح الحرب بدأ يبتعد. واعتبر محللون ان من المقرر ان تبدأ قريباً عملية لخفض التوتر بين البلدين اثر زيارة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة. وقال راجا موهان رئيس تحرير صحيفة "هندو" غداة مغادرة باول نيودلهي ان "غيوم الحرب تتبدد. وبدأنا نتوقع عملية خفض التوتر، وقد ارسيت القواعد لها". وأضاف: "يبدو ان باول اكد للهند ان مشرف جاد في تصريحاته. والهند بدورها اعربت عن رغبتها في العودة الى الوضع الذي كان سائداً قبل عملية 13 كانون الاول ديسمبر" ضد البرلمان الهندي "بعد ان تلبي باكستان مطالبها". وسعى باول خلال زيارته التي شملت إسلام آباد ايضاً الى نزع فتيل الازمة بين القوتين النوويتين، وأعلن الجمعة انه يغادر نيودلهي "واثقاً" من "قدرتنا على التوصل الى حل للوضع المقلق". وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته ان البلدين تعهدا على الاقل تسوية الازمة بالسبل الديبلوماسية وليس بالاسلحة. واقترح باول وقف التصريحات العدوانية والنظر في العقوبات الديبلوماسية والاقتصادية التي فرضها كل من البلدين على الآخر أخيراً وسحب القوات عن الحدود. ورأى بهارات كارناد من مركز الابحاث السياسية في نيودلهي ان مخاطر الحرب تراجعت على رغم استمرار الهند في المطالبة بتسليم مشبوهين قبل الشروع في عملية خفض التوتر. لكنه حذر من ان التدخل الاميركي قد يثير بدوره مشاكل. وأوضح: "لطالما كنا معارضين لتدخل طرف ثالث في ملف كشمير لكننا للاسف نعمد الآن الى طرف ثالث". وعبرت بعض الصحف عن القلق نفسه حيال احتمال تدويل مسألة كشمير، وهو امر كانت ترفضه الهند دائماً. وكتبت صحيفة "اينديان اكسبرس" ان "زيارة باول الى نيودلهي اثبتت امراً، وهو ان الالتزام الاميركي في جنوب آسيا ليس مسألة عابرة، وان حدوده الجغرافية والزمنية لا تقتصر على حملة افغانستان".