اجتمعت اللجنة الأمنية الفلسطينية - الإسرائيلية بمشاركة أميركية للبحث في الإنسحاب الاسرائيلي من مدن في الضفة الغربيةاحتلها اخيراً، فيما تحدّت خمسة فصائل مسلحة فلسطينية، بينها الجناح العسكري لحركة "فتح"، محاولات وقف الانتفاضة وتعهدت "استمرار المقاومة". وأعلنت اسرائيل انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على ان يسحب الجيش الاسرائيلي قواته من بيت لحم وبيت جالا بدءاً من مساء اليوم. وجدد الرئيس ياسر عرفات عقب لقائه وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في غزة أمس رفضه تسليم فلسطينيين تلاحقهم اسرائيل بتهمة اغتيال وزير السياحة المتطرف رحبعام زئيفي. وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية قررت في ختام اجتماعها مساء اول من أمس تنفيذ انسحاب تدريجي من المدن الفلسطينية التي أعادت احتلالها في الضفة، مشترطة عقد اجتماع أمني مع الجانب الفلسطيني لضمان "عودة الهدوء". واجرى الرئيس جورج بوش اتصالاً هاتفياً بكل من الرئيس حسني مبارك ونظيره الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر وشدد خلال اتصاله بالرئيس المصري على ضرورة "وضع حد للعنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين والعودة الى التفاوض". وتطرق بوش مع شيراك الى اهمية "بدء الحوار السياسي في الشرق الاوسط". وكشفت الصحف الاسرائيلية معارضة الجيش تنفيذ الانسحاب، كما اشارت الى جدل داخل المؤسسة العسكرية حول ضم أمين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي الى قائمة الاغتيالات. وأسهبت هذه الصحف أمس في الحديث عن حقيقة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، مشيرة الى ان رئيس الوزراء ارييل شارون لم يحسن قراءة اشارات واشنطن واستيائها من سياسته التصعيدية، وان الثمن في حال استمرار التصعيد ضد الفلسطينيين، سيكون موافقة اميركية على اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. واشارت الصحف الى ان المزاج الاميركي تغير بعد هجمات نيويوركوواشنطن، فالولايات المتحدة وجهت "انتقادات غير مسبوقة" الى اسرائيل خلال زيارة وزير الخارجية شمعون بيريز الذي قالت انه "نجح في خفض الغضب الاميركي لكنه لم ينجح في اطفاء الحريق". وتعبيرا عن الاستياء الاميركي من السياسات الاسرائىلية، أيدت واشنطن بياناً في مجلس الامن يدعو إسرائيل الى "الانسحاب الفوري من المنطقة أ" الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ووقف الاغتيالات. وتكمن أهمية البيان الذي لا يحمل صفة القرار الملزم، في ان واشنطن التي كانت ترفض اي موقف سلبي للمجلس من اسرائيل، ساهمت في صوغه، ووافق عليه الاعضاء ب"الاجماع". كما ان البيان لم يشر الى عزم اسرائيل "الانسحاب التدريجي"، في انتظار ترجمته على الأرض. وكان لافتاً أمس البيان المشترك الذي تعهدت فيه خمس مجموعات فلسطينية مسلحة "الاستمرار بالثورة والمقاومة" ورفض "الضغوط الدولية" لوقف الانتفاضة و"الاعتقالات السياسية وأي شكل من ملاحقة المناضلين والمقاتلين الوطنيين والاسلاميين في جميع الظروف". وحمل البيان تواقيع "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح"، و"كتائب عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"كتائب سرايا القدس" الذارع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي"، و"كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" التابعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية" التابعة ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". ميدانيا، سقط خمسة شهداء، بينهم ثلاثة في محاولة تسلل الى مستوطنة "دوغيت" في قطاع غزة. وأعلنت مصادر إسرائيلية سقوط ثلاث قذائف هاون قرب بلدة اسرائيلية لم تحددها، من دون وقوع ضحايا.