كابول - أ ف ب، رويترز، أ ب - زار وزير الخارجية الاميركي كولن باول كابول حيث أمضى بضع ساعات التقى خلالها كبار المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وسيطر موضوع المساعدات الاميركية لاعادة بناء أفغانستان على المحادثات، وجدد باول التزام حكومته في هذا البلد "الآن وفي المستقبل"، فيما تطلع كارزاي الى "شراكة طويلة الاجل" بين البلدين. اصطف أمس مئات الاشخاص وبينهم أطفال على الطريق المؤدية من مطار بغرام شمال كابول الى السفارة الاميركية وسطها، ولوحوا بالاعلام الاميركية والورود، في استقبال وزير الخارجية الاميركي كولن باول. وعلى طول الطريق التي سلكها موكب باول الى السفارة، حلقت الطائرات والمروحيات الاميركية لتأمين الحماية، في ظل إجراءات أمنية استثنائية لم تبد مقنعة لحرس الوزير الاميركي الذين أقنعوه بالعودة الى بغرام في طوافة. وتندرج زيارة الوزير الاميركي في إطار جولة ثانية له في جنوب آسيا منذ تسلمه مهماته، شملت الهند والنيبال بعد اليابان. وهذه هي الزيارة الاولى لوزير خارجية أميركي إلى أفغانستان منذ تلك التي قام بها هنري كيسنجر قبل 25 عامًا. وأكد باول في مؤتمر صحافي في مقر رئيس الحكومة الموقتة على التزام الولاياتالمتحدة بدعم أفغانستان على المدى البعيد وعلى تعهد واشنطن تقديم "مساعدة كبيرة" في مؤتمر طوكيو للمانحين الذي سيعقد الاسبوع المقبل لاعادة إعمار البلاد. وأفاد أن المساعدات المالية للحكومة الموقتة هي الموضوع الذي سيطر على محادثاته مع كارزاي، مذكراً بأن الولاياتالمتحدة ستقدم مساهمة مالية كبيرة "بحسب التقليد الاميركي". وأضاف أن الاموال الافغانية المجمدة لدى الولاياتالمتحدة خلال حكم "طالبان" ستحرر في الايام القليلة المقبلة. وتحدث باول عن الوجود العسكري الاميركي في أفغانستان فقال إنه ما زال يهدف الى اجتثاث ما تبقى من شبكة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن وحركة "طالبان" التي كانت تحكم البلاد. وأضاف: "لا نريد ترك أي بؤر متبقية". وقال في المؤتمر الصحافي المشترك مع كارزاي: "سنقف الى جانبكم في الازمة الحالية وفي المستقبل. نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم على الانتقال إلى أفغانستان جديدة، أفغانستان يستطيع الناس أن يعيشوا فيها بسلام وأمان، وحيث يمكن تربية الاولاد والتطلع الى مستقبل أفضل". وأوضح باول أن الحكومة الاميركية ستعمل مع الحكومة الانتقالية التي حددت ولايتها بستة أشهر، لاعادة تنشيط الانظمة التعليمية والصحية "وكل ما يلزم للنجاح في القرن الحادي والعشرين". ولم يكشف المسؤولون الاميركيون عن المبلغ الذي تعتزم الولاياتالمتحدة تقديمه، واكتفوا بالقول في وقت سابق أن واشنطن تحملت تكاليف الحملة العسكرية وهي الآن تتوقع من الدول الاخرى أن تتحمل غالبية تكاليف إعادة الاعمار. وفي محاولة لتهدئة المخاوف من تبديد أموال المساعدات المخصصة لاعادة بناء البلاد التي مزقتها الحرب، تعهد كارزاي أن تتخذ حكومته إجراءات مشددة للغاية لمكافحة الفساد، وأكد أنه سيدعم بناء الديموقراطية. وقال في المؤتمر الصحافي مع باول: "مجال واحد سنبدي فيه تشددًا بالغًا قد يصل حد القمع وهو الفساد. سنكون صارمين جد ًا جدًا. لا يمكن أن نسمح بذلك أبداً، لاننا إذا تساهلنا في هذا الموضوع لن تسير الامور على نحو جيد في البلاد" وأكد كارزاي أن حكومته يمكن أن تستوعب المساعدة الاجنبية وأن تنفقها بحكمة، فيما تناضل لبسط الامن وإحكام قبضتها على البلاد. وأضاف "نحاول مساعدة المؤسسات التي ستكون قادرة على استيعاب الاموال ثم إنفاقها في أفغانستان. ثقوا أن أسلوب زعماء الحرب انتهى، سنتأكد أنه انتهى، كما أننا سنتلقى المساعدة من الولاياتالمتحدة". وقال كارزاي إن أفغانستان ستوقف طبع العملة الافغانية الروبية التي طبعتها العديد من الحكومات في الاعوام الاخيرة وستسمح للمصارف الاجنبية بالعمل في البلاد. وبعدما شكر باول على المساعدة الاميركية، أضاف كارزاي أن تقديم المال لا يكفي لان أفغانستان تتطلع الى شراكة طويلة الاجل مع الولاياتالمتحدة في حربها على الارهاب. وأضاف "من أجل جعل هذه المنطقة آمنة ومن أجل جعل أفغانستان تقف على قدميها ومواصلة الحرب ضد الارهاب، نطلب شراكة تستمر سنوات أطول". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قال في وقت سابق إن دعم الولاياتالمتحدة لن يشمل نشر قوات أميركية من ضمن قوات حفظ السلام. وأكد باول على هذه النقطة إذ قال إن أمن أفغانستان على المدى البعيد سيعتمد على جيشها وشرطتها، واعتبر أن الامن سيتحقق في نهاية الامر من خلال "إنشاء جيش وطني أفغاني جديد ملتزم بأفغانستان". وتابع أن الهدف الاساسي يكمن في "تدريب الافغان على العناية بأنفسهم وليس الاعتماد على القوى الاجنبية".