غاص الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد 27 عاماً في "بحر الغرور" و"حب الذات" عندما اظهر كثيراً من كبريائه في برنامج وثائقي حمل اسم "الأمير الصغير... المنازلة الكبيرة" بثته "القناة الرابعة" البريطانية الاسبوع الماضي عندما رافقته خلال استعداداته للقاء الذي خسره امام المكسيكي ماركو انطونيو باريرا في نيسان ابريل الماضي. ورافق مصور المحطة البريطانية جيز هيغام البرنس وفريقه على مدار سبعة اسابيع، وفي بداية الشريط ظهر بطل العالم السابق في وزن الريشة وهو يتدرب في افخم الفنادق المجهزة باحدث المعدات و"الصرعات" التكنولوجية في حين ظهر باريرا وهو يتدرب في صالة عمومية فيها معدات متواضعة يشاركه فيها كثير من الهواة. وفي ابرز اللقطات يظهر رياض شقيق نسيم ووكيل اعماله في الوقت ذاته، وهو يروي كيف "جننه" شقيقه بالالحاح المتواصل لحجز "جناح القصر" الافخم في فندق "ام جي ام غراند" في لاس فيغاس، وبعدما اخبره رياض انه حجز ما كان متوافراً، سأله نسيم هاتفياً عن حجم غرفة النوم وسعة صالة الجلوس، وان كان هناك حمام سباحة ام لا، قبل ان يوافق على "جناح الأمراء" الذي يضاهي اجمل القصور. شكوى واكمل رياض شاكياً من طلبات شقيقه "غير المعقولة" احياناً، و"لكنها يجب ان تنفذ". واسرد مثالاً عندما سمع نسيم عن قفازات ملاكمة جديدة في المكسيك مصنوعة من "جلد الماعز" فطلب من شقيقه احضارها باي ثمن، فاستأجر رياض مرسولاً خصيصاً قام بالمهمة، وعاد بالقفازات الجديدة التي نظر اليها البرنس وقارنها بغيرها وقال ببرود "ليس مثلما اعتقدت". هكذا ببساطة ذهب جهد رياض هباء، وبخيبة امل واضحة على وجهه قال: "لا ادري ان كان كل هذا الجهد وهذه التكاليف لها تأثيرها الايجابي على نسيم وتستحق كل هذا العناء... لكن طلبات البرنس دائماً مستجابة". وفي لقطة اخرى تردد نسيم كثيراً في اختيار القفازات المناسبة. ما اثار غضب باريرا الذي اعطاه اولوية الاختيار. وقال نبيل، وهو الشقيق الثاني من بين ثلاثة يرافقون نسيم في رحلاته ومسؤول التجهيز المنزلي والغذائي، عن شقيقه انه "صعب الارضاء" ولكن "انه برنس وما يريده البرنس يحصل عليه". وجالت كاميرا التصوير في المنتجع المخصص لتدريبات البرنس في "بالم بيتش" في فلوريدا والمجهز باحدث وسائل الراحة، وفيه تتناثر مرايا كثيرة ناسبت "ذوق" البرنس الذي "تملق" بنفسه كثيراً كلما صادفت عيناه احداها، وبدا "حبه الذاتي" واضحاً واعجابه الكبير بمظهره جلياً الى درجة مضحكة وربما محرجة للمشاهد. ولم يتوقف اعجاب نسيم بمظهره على "التملق" فقط، فهو ارسل بطلب مصفف شعره الخاص من مدينة لوس انجيليس الى فندقه في لاس فيغاس، وبدا الارتباك واضحاً على "الحلاق" وهو يتلقى التعليمات الدقيقة من نسيم على كيفية "ترتيب" الشعرات على رأسه، وليس فقط "قصها" فرادى و"تصفيفها" بعناية، ما بعث الحيرة في رأس "الحلاق" المسكين، الذي قال: "التعامل مع شعر نسيم مثل الفن التشكيلي. لا يوجد هامش للخطأ". وبعد الانتهاء من عمله "الفني"، درس نسيم شعره بعناية كبيرة ولفترة طويلة جداً قبل ان يعلن عن رضاه بتفوهه كلمات ابرزت جمال شعره ووسامته، ومن خلفه تنفس "الحلاق" الصعداء وابتسم كمن نجا من حبل مشنقة. دعاء ومع بدء العد التنازلي على موعد اللقاء، بدأ البرنس ينتقي كلماته التي سيقولها للحاضرين قبل بدء اللقاء وكانت مملوءة بالفخر بعروبته ودينه، كما اظهر بعض اللقطات الجزء الاخر من شخصية نسيم، خصوصاً عندما توجه الى المطار لاستقبال زوجته وطفليه، وكان متلهفاً لقدومهم، كما اظهر احترامه الكبير لوالده سالم الذي قرأ "دعاء" النصر بالعربية قبل التوجه الى الحلبة وردد نسيم واخوته من بعده. والمتابع لمسيرة نسيم منذ البداية يلاحظ مدى الفارق عندما يتحدث وربما يفكر ب"الانكليزية" فيصبح "متكبراً" و"جلفاً" مثلما حدث عندما استقبل صديقه بطل العالم السابق لوزن الوسط كريس يوبانك، واخبره عن رأيه بما كان يقول بطريقة "فظة" مستخدماً كلمات "بذيئة"، على عكس ما يكون عندما يتحدث "العربية" فيصبح دمث الخلق وينتقي كلماته بعناية، خصوصاً عندما يتحدث مع والده! ومن مفاجآت الشريط انه اظهر لنا رد فعل نسيم مباشرة عقب خسارته، فكان هادئاً ومبتسماً وهو نفسه قال: "لم اتصور انني سأتقبل خسارتي الاولى بهذه الطريقة". والمفاجأة الاكبر كانت عندما عاد من الحلبة والكدمات تملأ وجهه كان يتبادل النكات والضحكات مع فريقه وكأن شيئاً لم يحدث.