كثرت الاشاعات والاقاويل في الآونة الاخيرة عن اعتزال غير معلن للملاكم البريطاني اليمني الاصل نسيم حميد 26 عاماً، وشككت في عودته الى الحلبة خصوصاً أنه لم يخض أي لقاء منذ 7 شهور وتحديداً منذ هزيمته أمام المكسيكي ماركو انطونيو باريرا، والتي كانت الهزيمة الوحيدة في مسيرته من أصل 36 مباراة. وانعكس تأجيل نسيم للقاء كان من المفترض إقامته قبل نحو أسبوعين بسبب الاحداث الاميركية، سلباً عليه، وطرحت أصوات عدة أسئلة تشكك في رغباته وقدراته، وأهمها "هل لا تزال للبرنس شهية للملاكمة؟". صديق ليس عند الضيق! وجاءت أبرز أصوات التشكيك من صديق البرنس وزميله في التدريب جوني نيلسون حامل لقب المنظمة العالمية لوزن المتوسط، والذي طالب نسيم المعروف بالتزامه الاسلامي، بتصريحات واضحة تدين الاحداث الارهابية على الولاياتالمتحدة "الغرب وقف معه، وحان الوقت ليساند نسيم المجتمع الغربي بإدانة هذه الاعمال... توقعت منه الادانة الفورية ولكنه ظل صامتاً ومحايداً متفادياً الصحافة والاضواء... الوقت حان الآن ليحدد موقفه إن كان مع أو ضد الارهاب والحرب عليه". وأكمل: "كثيرون أخبروني أنهم يودون سماع نسيم يعلن على الملأ شجبه لتلك الاحداث، ولكنه لم يفعل وأعطى شقيقه رياض وكيل أعماله أيضاً صلاحية إصدار بيان موجز يأسف فيه لضحايا هذه الاحداث ولكن هذا لا يكفي فوجد نفسه الآن في موقف صعب وتحت مجهر العالم الغربي الذي مهد له الثراء والشهرة، فعليه أخذ موقف حاسم الآن خصوصاً أنه كان يروج للاسلام في برنامج خاص قبل 11 أيلول سبتمبر الماضي". نهاية نسيم! ولا يعتقد نيلسون أن يعود صديقه القديم الى الحلبة مجدداً، وقال: "أتصور أنه لن يعود لأنه لو يريد ذلك لفعل منذ شهور... لقد طالب لينوكس لويس عندما خسر أمام حسيم رحمن في جنوب أفريقيا بمباراة إعادة فورية وحصل على ذلك بعد أسابيع قليلة، ولكن ماذا فعل نسيم حين طالب بلقاء إعادة عقب خسارته أمام باريرا؟ نسيم لم يعط أي انطباع على أنه يريد فعلياً منازلة باريرا مجدداً على رغم وجود بند في عقده ينص على إعادة اللقاء بينهما لانه يعلم أن المكسيكي سيهزمه مرة أخرى". أسباب الانهيار والواقع الحالي يبرز أن هذه الفترة هي الاطول التي غاب فيها نسيم عن الانظار. ووصف بعض المتابعين مزاج البطل العربي بأنه "غريب" وكأنه يتعمد الهروب من الواجهة و"أنها المرة الاولى التي يصبح فيها عديم الفاعلية" منذ ارتباطه بهذه اللعبة قبل 19 عاماً. وتشير أصابع الاتهام الى شقيقه رياض الذي تسبب في فك ارتباط البرنس بمدربه الاول بريندن إينغل ووكيل أعماله فرانك وارن الذي أطلقه نحو العالمية، وباتت قرارات نسيم سلبية ومزاجية، من بينها تنازله عن حزام المنظمة العالمية الارقى في وزن الريشة قبل نحو عام والذي احتكره لخمس سنوات متتالية، وتسببت بعض هذه القرارات في فشل تجديد العقد مع شركة "اتش بي أو" صاحبة حقوق النقل التلفزيوني في الولاياتالمتحدة بقيت مباراة واحدة من العقد الحالي، وأعاد بعضهم السبب الى توجه نسيم الى إبراز تقاليده الاسلامية قبل مبارياته ما قد يسبب إحراجًا للشركة الاميركية في ضوء الاحداث الاخيرة. وبريطانياً أعربت شركة "سكاي" مالكة حقوق النقل في بريطانيا عن استيائها من الطلب لمشاهدة مباريات البرنس بنظام "الدفع للمشاهدة" والتي قدرتها بأقل من 30 ألفاً، علماً ان في 1995 وعندما كانت مبارياته تجرى في وقت متأخر كان يشاهده نحو 10 ملايين مشاهد على محطة "اي تي في"، واعتبر حينذاك أنه "ظاهرة فريدة". ويبرز النقاد الخلل في العلاقات العامة الى جانب سوء الادارة، خصوصاً عندما سمح له فريق من المستشارين بانتقاد جمهوره البريطاني وهو في الولاياتالمتحدة، وقال حينها "الجمهور البريطاني لا يحب سوى الخاسرين"، ما تسبب في قضم قطعة كبيرة من شعبيته. ولخص وكيل مباريات اللعبة الاميركي الشهير بوب أروم طريقة التعامل مع الفريق الاداري لنسيم بقوله "إنهم اسوأ من تعاملت معهم في عالم الملاكمة... إنهم يعيشون في عالم خيالي". ومثلما عكست مداخيل البرنس عن العام الحالي والتي تمثلت بخسارة كبيرة، مسيرته التي تتجه نحو النهاية، فإن رياض أكد أن شقيقه سيعود الى الحلبة قبل نهاية شهر شباط فبراير المقبل، ولكن في "انتظار ايجاد المنافس المناسب"، أو ربما الراعي الانسب!