} كثفت الهند ضغوطها على إسلام آباد، وأشارت الى "احتمال اندلاع حرب تقليدية محدودة"، فيما قررت باكستان التي تواجه ضغوطاً هندية وأميركية ودولية ارسال موفدين إلى عواصم عربية وعالمية لشرح وجهة نظر إسلام آباد إزاء التطورات الأخيرة. أعلن قائد سلاح البر الهندي الجنرال اس. بادمانبهان أمس ان هناك احتمالاً "نشوب حرب تقليدية محدودة" مع باكستان. وحذر اسلام آباد من اي هجوم نووي، متوعداً برد قاس جداً على اي تحرك من هذا النوع. وقال الجنرال الهندي: "عندما يحشد بلدان قوتهما ويضعانها على الحدود فان ذلك امر غير عادي. والوضع يمكن ان يوصف من دون مبالغة بأنه خطير". واضاف: "ان احتمال الحرب التقليدية المحدودة امر وارد جداً". وحول احتمال شن باكستان هجوماً نووياً قال بادمانبهان "ان المسؤول عن مثل هذا العمل البشع سيعاقب بشدة حيث يتعذر عليه خوض اي قتال" مؤكداً ان الهند "مستعدة للرد وهي تملك الوسائل لذلك... لكنها لن تكون البادئة في استخدام السلاح النووي". وطالب بمزيد من الاجراءات من جانب باكستان لوضع حد لنشاطات الانفصاليين الكشميريين لافتاً الى ان "نشاطات الارهابيين لم تتراجع كثيراً وان هناك الكثير مما يتوجب عمله". وفي ظل الضغوط الهندية والدولية، قررت باكستان ارسال موفدين إلى عواصم عربية وعالمية لمواجهة الهجمة الديبلوماسية الهندية وشرح وجهة نظر إسلام آباد إزاء التطورات الأخيرة، كما أفيد أن نيودلهي تنوي ايفاد مبعوثين إلى دول عربية واسلامية لإقناعها بوجهة نظرها في مسؤولية باكستان عما تصفه "بالإرهاب العابر للحدود". وعلمت "الحياة" أن وفداً يرأسه إعجاز الحق نجل الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق سيزور المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، وثانياً برئاسة لاعب الكريكيت السابق زعيم حزب الإنصاف عمران خان سيزور دولاً غربية. وأبلغ إعجاز الحق "الحياة" أنه سيحمل رسالة من مشرف إلى بعض الدول الخليجية تتضمن شرح المواقف الباكستانية من القضية الكشميرية. ويتعرض مشرف عشية توجيهه خطاباً مهماً الى شعبه، لضغوط من كل جانب مصدرها جارته وغريمته الهند وشركاؤه الغربيون في التحالف الدولي المناوئ للارهاب. ويتوقع ان يتركز هذا الخطاب الذي قد يلقيه مشرف بالاوردو، على الاجراءات التي تنوي إسلام آباد اتخاذها لمحاربة التطرف الديني والسياسي. ويؤكد قريبون من مشرف ان الخطاب الذي قد يبثه التلفزيون مساء اليوم لا علاقة له بالضغوط الاجنبية وانه سيعلن فيه مواصلة عملية "سن ضوابط للمجتمع" ضد التعصب والتطرف. وقال مصدر قريب من الحكومة ان خطاب مشرف "لا يمثل رداً على الهند ولن يتركز على كشمير. انه موجه للاستهلاك الداخلي". وفي حين يتوقع البعض أن يعمد مشرف في خطابه الى الامة المقرر قريباً إلى وضع قيود على الحركات الكشميرية، يرى خبراء أن ذلك سيكون صعباً من الناحية القانونية كون هذه الجماعات كشميرية ولا تدخل تحت القانون الباكستاني. ويرى هؤلاء ان اي تخل لمشرف عن قضية كشمير سيكون كارثياً. وكشفت مصادر باكستانية ل"الحياة" أن الانتربول سيصدر مذكرة مطاردة بحق زعيمين كشميريين تحتجزهما إسلام آباد هما الرئيس السابق ل"العسكر الطيبة" حافظ سعيد ورئيس "جيش محمد" مسعود اللذين تتهمهما نيودلهي بالوقوف وراء الهجوم على البرلمان الهندي الشهر الماضي. وتعدت الضغوط الهندية الإسلامية الكشميرية إلى مطالبة الانتربول بتسليم زعيم "حركة تحرير كشمير" أمان الله خان ذي الخط العلماني وهو ما أثار القلق من ان يقود الفراغ الذي سيحدثه شطب المقاومة الكشميرية بكل فصائلها إلى فوضى خطيرة. ويأتي خطاب مشرف عشية وصول وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى المنطقة الاسبوع المقبل في جولة آسيوية. وكان باول أعلن اثر لقائه وزير الداخلية الهندي ال.كي. ادفاني أول من أمس ان هناك لائحة تضم 20 متشدداً تطالب الهند بتوقيفهم، آملاً في اتخاذ تدابير "مناسبة" في هذا الشأن. فيما اعتبر الوزير الهندي ان "باكستان لم تظهر حتى الآن اخلاصاً في السعي الى انهاء الارهاب". وكرر اربعة مطالب منها ان تسلم باكستانالهند 20 متطرفاً اعطيت اسماؤهم الى إسلام آباد واغلاق المنشآت "الارهابية" في باكستان وفي مناطق من كشمير ووقف تسرب الاسلحة والرجال الى كشمير وان تصدر باكستان "نبذاً قاطعاً لا لبس فيه للارهاب بكل مظاهره".